دينيّة
09 نيسان 2018, 07:00

من هو توما العصر؟

غلوريا بو خليل
في زمن الفصح، نبدأ اليوم مسيرة عبور إلى النّور مع توما الرّسول الذي شكّ بقيامة الرّبّ فقطع يسوع شكّه هذا باليقين قائلًا: "هاتِ اصبَعَكَ إلى هُنا فانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غيرَ مؤمِن ٍبل كُنْ مؤمِناً". أجابَه توما: "رَبّي والهي!" (يو 20/ 27-28). عبور غاص كاهن رعيّة كنيسة مار نقولا- بلّونة الخوري ابراهيم سعد بشرحه ناقلًا إيّانا إلى سرّ الله في تأمّل خاصّ لموقع نورنيوز الإخباريّ قال فيه:

 

"هو عبورنا من الخطأ، من الزّلّة، من الموت ومخافة الموت إلى رجاء يصل إلى سيادة الفرح الآتي. فرحنا يأتي من اليوم الأخير حيث لا ظلم ولا فساد ولا موت لأنّ القيامة حصلت فيه وبه وصارت فينا. أصبح المسيح مركزًا قياميًّا، فلنفرح! المسيح القيامة والحياة. الألف فيه والياء فيه.

قد قام المسيح ونحن أحياء فيه. ألا جدّد الله قيامه في نفوسنا يومًا بعد يوم لنكون أبناء القيامة، أحرارًا من كلّ خطيئة ومن كلّ ما يستبدّ في النّفس. بالرّغم من كلّ ما حصل ما زلنا نمثّل توما في شكّه ولا نمثّله في إيمانه من بعد الشّكّ. الشّكّ يصعد من شهواتنا إلينا، ويجعلنا في شبه غربة عن الإيمان. لذا لا نُقبِل إلى القائم إقبالًا كليًّا. فأن يكون الإنسان مؤمنًا هو أن يعتبر الله أمنه.

وفي الإنسانيّة وفي هذه الدّنيا، في حالات الاضطراب، كلّ منّا يفتّش عن أمنٍ، وما دام الإنسان يخشى الموت يصطنع لنفسه قوّات أمن تحفظه من الموت المداهم فيقع في الوهم.

والموت الكبير هو الموت الرّوحيّ، موت النّفس بالخطيئة في سيّئاتها، فتسقط يومًا بعد يوم، لأنّها غرقت في شكّ توما وما انتبهت لإيمانه.

والنّفس تحاول تسليم ذاتها للسّيّد، ولكن العاصفة تهبّ فينا فنغرق.

المسيح قام! وقيمة شكّ توما أنّه ثبّت قيامة المسيح، لذلك نحن نتغلّب على الشّكوك.

يا له من عجيب معجز، لأنّ عدم الإيمان صار تأكيدًا للإيمان.

إنّ الشّيء العظيم ليس شكّ توما بل عودته وإيمانه. ولذلك نحن نحيا، ونحن قائمون بالحرّيّة في اليقين وفي الحبّ. نحن قائمون لأنّ جسد الرّبّ ودمه ينغرسان فينا، وتاليًا بنا في الكون. فما أظرف عدم تصديق توما إذ أقبل بقلوب المؤمنين إلى المعرفة واليقين وهتف: "ربّي وإلهيّ".

"لا يندبنّ أحدٌ عن آثام لأنّ الصّفح بالفصح قد بدأ من القبر! لا يخافنّ أحدٌ من الموت لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا!" فلنسر في خطاه أناسًا قياميّين بلا شكّ.

قام المسيح وليس من ميتٍ في القبر! قام المسيح وأنت غُلِبت! قام المسيح والحجر قد دُحرج! لماذا تطلبون الحيّ بين الأموات؟ المسيح قام."