دينيّة
30 تشرين الثاني 2019, 08:00

من هو تلميذ يوحنّا الذي نحتفل بعيده اليوم؟

ماريلين صليبي
قد يكفي أن نذكر أنّه أخ بطرس وتلميذ يوحنّا المعمدان وتابع ليسوع لنفهم لماذا تخصّص الكنيسة تاريخ اليوم ذكرى قداسة انداروس الرّسول. غير أنّ ذلك يُضاف إلى قالب روحيّ عميق ومقدّس غرق فيه اندراوس الرّسول فاستحقّ دخول البيت السّماويّ من باب القداسة.

 

إذ بعد حلول الرّوح القدس على التّلاميذ، بشَّر اندراوس بالإنجيل مع باقي الرّسل باسم الرّب يسوع في أورشليم وفي تركيا وفي غلاطية وفي مناطق عدّة أراد فيها سكب جرعة إيمان لتنبت براعم الصّلاح.

غير أنّ الاضطهاد لاقاه وأمره بالوثنيّة وإلّا مات مصلوبًا، عندها تجلّى إيمان القدّيس بالآتي: "إنّي أقدّم كلّ يوم للإله الواحد الضّابط الكلّ، لا دخّان البخور ولا لحم الثّيران ولا دم التّيوس، كما تقدّمون لآلهتكم، بل ذبيحةً إلهيّة طاهرة هي الحمل البريء من كلّ عيب، ابن الله يسوع المسيح الذي افتدانا بدمه الكريم".

عبارة صادقة هي عكست رغبة الفداء بالذّات ذبيحة للخلاص وكانت كافية ليرتفع جسم اندراوس على الصّليب فيموت نظير من يبشّر باسمه.

ومن على صليبه الحبيب، كانت البسمة مكلّلة وجهه الشّاخص إلى الملكوت وكان الهتاف الفرح يصدح في الأرجاء: "أهلًا بك، أيّها الصّليب المقدّس الذي انتظره منذ زمان مديد، لقد رفع عليك فيما مضى مخلّصي إلهي، فاقبلني أنا تلميذه، لكي أستحق بك أن أذهب إليه على عجل". 

عانق اندراوس الصّليب يومين وهو يكرّر الصّلوات التي ما انفكّت تشبّث النّاس بالإيمان، إلى أن أسلم الرّوح وهو يناجي الصّليب.

وفي عيده، إجعلنا يا الله نفرح بصليبنا أيًّا يكن شكله، إجعلنا على غرار القدّيس اندراوس الرّسول نتوق إلى الموت حيث فرح ملاقاتك، ونختبر التّجدّد بالإيمان كلّما ضاقت بنا الظّروف لأنّ بالصّليب وحده نرتفع إليك وننال الحياة الأبديّة.