من نيس إلى روما: عبور النّاجين
يوم يستحقّ أن ننتظره ونواكب أحداثه. فلعلّ النّاجون- جرحى كانوا أو سليمين- وعائلات الضّحايا ينتظرون هذا اللّقاء بشوق كبير وتوق أكبر إلى سماع كلمة عزاء تصدر من فم نائب الله على الأرض.
نعم، فهم بعد الخوف الّذي عاشوه، والخسارة الّتي تكبّدوها، والصّدمة الّتي ألمّت بهم، والحزن الّذي يسكن قلوبهم ويأبى أن يفارقهم، هم بالطّبع بحاجة إلى حكمة رجل علّمته السّنون كيف يتخطّى أحلك الظّروف متمسّكًا بإيمان عميق ومسلّمًا حياته بخضّاتها وانتصاراتها إلى ملك المجد يسوع المسيح.
هم سيأتون ليقولوا أشياء كثيرة كبتوها في داخلهم ربّما بانتظار اليوم المناسب ليطلقوا لها العنان، وهذا هو التّوقيت الأنسب. مشاعر دفينة ستخرج من مخبئها وكلمات صادقة ستعبّر عن حالهم.
دموع كثيرة ستنهمر على الخدود، ابتسامات كبيرة ستزيّن وجوه المحزونين، غضب عارم سينزل عن عرشه ليتربّع سلام داخليّ افتقده هؤلاء منذ ذلك اليوم المشؤوم؛ وكلّ ذلك لأنّ الرّجل الملتحف بالأبيض سيعكس بياض ثوبه على وجوه زائريه ويسكب في فؤادهم عذوبة فريدة وسكينة إستثنائيّة لن يجدوها إلّا عند مَن يعكس صورة المسيح على الأرض، عند مَن ستنساب الكلمات من فمه لتحفر مكانها في عقولهم فتهدّئه وتهديهم.
أسبوعان ويحلّ الـ24 من أيلول/ سبتمبر، أسبوعان يتحضّر خلالهما الطّرفان لهذا اللّقاء، فهل تكون نتيجته ولادة وقيامة لقلوب اضطربت حالها وخسرت راحة بالها؟