دينيّة
05 تشرين الأول 2017, 07:45

من قياديّ مجاهد في باكستان إلى مسيحيّ مبشّر من داخل زنزانته

في زنزانته المظلمة عاين نور الله، ووسط صدى الأفكار الموحشة سمع صوته، وبالرّغم من كلّ آثامه ذاق رحمته، فتحوّل من قياديّ مجاهد في باكستان إلى مسيحيّ مؤمن مبشّر بيسوع المسيح.

 

يروي موقع Info chretienne عن خالد الّذي، بعد أن أمضى سنتين في باكستان، أُلقي القبض عليه وتمّ سجنه في ماليزيا لحيازته جوازات سفر غير قانونيّة. وفي حين كان يتأمّل في زنزانته، شعر بحزن عميق وبوجود روح أشعرته أنّه في خطر، روح وصفها بـ"شيطانيّة" وراح يحاول طردها باسم الله. وفي تلك الأثناء سمع صوتًا يطلب منذ أن يذكر اسم يسوع، فهبّ خالد قائلاً: "يا يسوع إن كنتَ حقيقة، إكشف لي عن نفسك!"، وما كاد ينهي جملته حتّى غادرت الرّوح الشّرّيرة وكان هذا الاختبار الأوّل الّذي أربك قلبه تلاه شعور بأنّ حضور الله المقدّس يعبق في كلّ الزّنزانة وأنّ الزّمان قد استراح هنيهة فتجلّت له قداسة الرّبّ وعدالته؛ وإذا به يشعر بيد تلامس كتفه من جهة اليسار، ويسمع صوتًا يقول له: "أنا أسامحك".

خالد الّذي بدأت الأفكار والتّساؤلات تتكاثر في رأسه، كان يدرك أنّ الله غفور ورحوم وأنّه لا يمكن اختبار رحمته إلاّ في يوم الدّينونة، ولكن في ذاك اليوم سمع الصّوت نفسه يقول له: "أنا هو الطّريق والحقّ والحياة"، فسأله عن هويّته وإذا به يجيبه: "أنا يسوع المسيح، إله المحبّة"، فانقلبت كلّ المقاييس واتّخذ إيمانه منحى جديدًا يقوده يسوع المسيح.

هذا الإله الّذي تفوق قدرته الطّبيعة، لم يرد أن يحتفظ خالد به لنفسه فقط بل بشجاعة أبناء الله وإيمانهم القويّ، حمل شعلة البشارة في سجنه، وبادر إلى تعريف سائر المساجين على يسوع انطلاقًا من خبرته المستجدّة غير آبه لسخرية البعض، إلّا أنّ البعض الآخر نال نصيبه من تلك البشارة وأعلن إيمانه المسيحيّ.

هكذا وجد خالد المجاهد السّابق حرّيّته داخل سجنه، حرّيّة استمدّها من العلى فقلبت حياته ووُلد من جديد روحًا طاهرة نقيّة تقودها روح الله.