دينيّة
24 نيسان 2020, 07:00

من قائد للجيش إلى قائد في الإيمان

ريتا كرم
قائد بارّ غيور على مسيحه، فخور بأمانته للملك السّماويّ، وثابت بإيمانه حتّى الرّمق الأخير. هو القدّيس سابا القائد، قدّيس اليوم.

 

كان سابا مسيحيًّا من قبيلة الغطط وقائدًا للجيش في روما. عمله هذا ما منعه من إظهار إيمانه لا بل حمله بجرأة إلى المسجونين الّذي ما كفّ عن افتقادهم وتفقّدهم، مشجّعًا إيّاهم على تحمّل عذاباتهم خلف القضبان والرّسوخ في إيمانهم بالرّغم من كلّ شيء.

لم يطل الأمر حتّى اكتشفه الملك أورليانوس مضطهد المسيحيّين فألقى القبض عليه في الحال، ما جعل سابا ينزع عنه منطقة الجنديّة أمام الملك، ويجاهر بإيمانه المسيحيّ قائلاً بشجاعة: "إنّني لأفخر بأن أكون أمينًا بخدمة ملكي السّماويّ، كما كنت أمينًا بخدمة ملكي الأرضيّ، وعليّ طاعة الأوّل قبل الثّاني".

إعلان سابا هذا أظهر جحافة أورليانوس الّذي ما تأخّر عن تفجير شروره، فأمر جنوده بوضع سابا على مشواة من حديد محميّ. وبقلب بارد شاهد الملك جنديّ المسيح يتحمّل عذاباته بصبر وثبات وعزم، فأمر بإلقائه بقدر من الزّيت المغليّ إلّا أنّ الله تدخّل وصانه من كلّ أذى، فشكّلت هذه الآية سببًا أساسيًّا لارتداد سبعين رجلاً من عبدة الأصنام إلى المسيحيّة فنالوا نصيبهم من العذاب من دون أن يتخلّوا عن إيمانهم، وضرب الجنود أعناقهم حتّى عانقت أرواحهم السّماء.

أمّا سابا فسيق إلى السّجن، وهناك ظهر له المسيح معزًّيًا ومقوّيًا الأمر الّذي عزّز إيمانه ومنعه من الرّضوخ في اليوم التّالي لوعود الملك وإنكار المسيح وإعلان عبادته للأوثان. قراره هذا حكم عليه بقطع الرّأس فأُلبس إكليل الظّفر وانضمّ إلى رفاقه الشّهداء في دار الخلود سنة 271، مقدّمًا للكنيسة شهادة جديدة وللمسيحيّين أمثولة حيّة في الأمانة لله وكنيسته وفي الإيمان بيسوع الكلمة وطاعته.