من ضالّ في الشّارع إلى خادم ضالّي الشّوارع..
ففي صحبة عصابة، كان مويزس يحاول إظهار نفسه شابًّا طائشًا وسيّئًا فينال إعجاب رفاقه، لتصل الحال إلى درجة التّخلّي عن أمّه وأخذ الشّارع سكنًا له.
بدون سقف ولا مأوى، كان يتأرجح مويزس مهدَّدًا بزجّه في السّجن ٧ سنوات لتصرّفات عنيفة قام بها، غير أنّه كان يصلّي. نعم! لم يفارق الإيمان قلبه، بل كان مدركًا أنّ الرّبّ سيدبّر حياته بالشّكل السّليم.
ولأنّ الرّبّ كان ملكًا على حياته، لجأ مويزس أوّلًا إلى الكنيسة، وما إن فتح بوّابتها حتّى شعر بتغيّر جذريّ يلمس عقله وقلبه.
"جميل أن تكون محاطًا بالأصدقاء الأوفياء وأن تضحك بفرح! أنا أتطلّع نحو معرفة أعمق بالرّبّ وبكلمته الحيّة! وأتمنّى العودة إلى أفريقيا حاملًا معي مشروع بناء مركز إعادة تأهيل، أتمنّى مداواة الجرحى على الطّرقات وتبشير المارّة بالمسيح من خلال أغاني الرّاب! أريد مساعدة الآخرين كما ساعدني الله!"
بهذا يختم مويزس تجربته، ومن هذا نغرف أكيالًا من النِّعم، نعم يفيضها الرّبّ علينا بسخاء ومحبّة.