من خاطئ إلى تائب... فنبيّ
ولأنّ شاول حسد داود على شهرته وقوّته وانتصراته، لاقى الأخير منه مرّ التّهديد.
راح داود يهرب من القتل والتّعذيب ويسانده الله. فالرّبّ لم يترك داود الذي كان رجل بأس وحسن المظهر، بل نجّاه من القتل مرّات عدّة إلى أن نجا نهائيًّا بموت شاول.
حكم أوراشليم بات من نصيب داود، فأغدق عليها القوانين والتّعاليم المحيية والحكيمة.
ولأنّ الإنسان ضعيف خاطئ، ارتكب داود خطيئتَي الزّنى والقتل، ولكنّه سرعان ما تَواضعَ وتَذلّلَ أمام الرّبّ يتضرّع الغفران: "خطئت إلى الرّبّ، ارحمني يا الله بحسب نعمتك وبحسب كثرة رحمتك أمحُ مَعاصيَّ".
بعدها، عاش داود حياته بالتّوبة، وعاقبه الله على خطيئته بشدائد عديدة، ولكنّه كان صابرًا، مستسلمًا لإرادة الله.
مزامير عديدة كتبها داود تدلّ على إيمانه بالله ورجائه به ومحبّته له.
ومنه اليوم نستقي دعوة روحيّة وهي العيش بالتّواضع مدركين أخطائنا متحمّلين مسؤوليّاتنا قابلين الرّحمة والتّوبة مهما كانت صعبة لأنّ الرّبّ يطهّر القلوب لتستحقّ النّعيم.