ثقافة ومجتمع
22 آب 2016, 13:31

من اهتزت مشاعره لرؤية"عمران"...فليس إنساني.

يا من تدّعون الانسانية...انزعوا ما هو ليس منكم عنكم.

يا من تتجلببون بالمشاعر... تذوقوا الصدق ولو لمرة واحدة.

يا من ارتعشت احاسيسهم امام "صورة متاجرة مفبركة"... ألم تسألوا  لمَ لم تهتز ضمائركم، لن أقول خلال فترة خمس سنوات سابقة بل اكتف بمساءلتكم: من وما الذي يجعل باطنكم يتحرك؟

نعم، إنها أولا، صورة متاجرة لأنه لمن لم يعمل في ميدان الصحافة لن يفهم ما أعنيه. ولكن أعلمكم بأن من تساوره نفسه التقاط صورة لألم، لوجع، أيا  يكن مصدره أو سببه هو بشري مجرد من الانسانية وفكره الباطني يصبو نحو السبق الصحفي والمتاجرة بمادته الاعلامية، راميا "عمران" أو "ايلان" أو "....... في مزبلة هذا العالم المنزّه عن الأخلاق. فكّروا للحظة: أيّ أب  أو أم  أو أخ أو أخت يرضى بأن يظهر ابنه في هكذا منظر او يتفاخر بإقدامه على التقاط صورة لمن يحب في هكذا وضعية؟

هي صورة مفبركة بامتياز لأن من خطط لالتقاطها ومن روّج لها أراد إظهار حقيقته هو وليس الحقيقة كما هي.

نعم، مجرم هو كلّ من ينشر أو يساهم بنشر صورة طفل في حالة ألم  وجرمه يوازي لا بل يتفوّق على مسبب الألم.

وإذا أراد أحد من المجادلين أن يبرّئ المجرمين باعطائهم الحق بنقل الواقع الى الرأي  العام العالمي، فأسالكم: هل تنتظرون صورة لنقل عمق الألم؟ ألا يستفزّكم موقف الحرب مع كل ويلاته؟

أنتم إذًا وضعتم نفسكم في خانة " توما"  (الذي لم يصدق قيامة المسيح يسوع ويؤمن بها إلا بعد أن رأى ولمس) ولكن أنا اقول لكم " طوبى للذين لم يروا لا عمران ولا ايلان ولا كل اطفال سوريا يُنتهكون ويُغتصبون ويُشرذمون ويُقتلون ويضيعون ويُقطعون و... وآمنوا باللامنظور. فارتعاشة الكيان أمام هذا اللاملموس هو بلوغ ذروة الانسانية!