دينيّة
20 تشرين الثاني 2019, 14:00

من الإدمان والنّشل إلى التّوبة والتّبشير بالله

ريتا كرم
"كلّنا عشنا فترات من الاضطرابات، فترات خفّت فيها بصيرتنا. ولكن عليّ أن أقول لكم، هذا المساء، إنّه توجد حقيقة واحدة، وهي حقيقة إنجيل يسوع المسيح الّذي، إن آمنتم، يستطيع أن يغيّر حياتكم ويحدّد هويّتكم. الحقيقة ليست ما يقوله لكم النّاس، إنّما هي تكمن في الخالق الّذي جعل الإنسان على صورته... أنتم خلقتم على صورة الله. إذًا في داخلكم عظمة وقوّة وإرادة تنتظر أن تتحرّر عبر الرّوح القدس وحده."

 

تلك الكلمات ليست صادرة عن لسان كاهن وإنّما عن لسان شابّ امتلأ من نعمة المسيح واهتدى إلى دربه بعد أن كان ضالّاً لفترة طويلة.

وفي التّفاصيل، ومن خلال شهادة له على متن أحد القطارات نشرها موقع "Infochretienne"، سلّم الشّاب نفسه لله وهو في الرّابعة عشرة من عمره. ففي ذاك الوقت كاد أن يموت لأنّ والدته رمته خارجًا فتشرّد مدّة تسع سنوات، وتحوّل القطار إلى ملجأه الوحيد فأدمن على المخدّرات وعاش ممّا كان يجمعه من نشل الرّكّاب.

لكنّ تحوّلاً خاصًّا طرأ على قلب هذا الشّابّ.. فعلى متن القطار ذاته انقشع الضّباب عن عينيه، واستعاد بصيرته وأضحى يرى الأمور بطريقة مختلفة وأوضح.

هناك كان يلتقي بأناس من مختلف الدّيانات ولكنّه ما التقى يومًا بلاهوتيّ أو بعالم  أو حتّى بملحد مشهور.. لكنّه هناك تعرّف إلى يسوع "الطّريق والحقّ والحياة"..

وها هو اليوم، ومنذ خمس سنوات، يبشّر ويقول "أنا نظيف" من كلّ إثم وإدمان. كيف ذلك وهو لم يتلقّ أيّ مساعدة من الدّولة، ولم يدخل إلى أيّ مركز لتأهيل المدمنين على المخدّرات، ولم يخضع لأيّ علاج من أيّ نوع كان؟ هو بكلّ بساطة جثا على ركبتيه وطلب المغفرة من الله، وعندما توسّل الرّحمة منحه يسوع المسيح الّذي مات على الصّليب حاملًا آثامه كما آثام كلّ البشر.

واليوم، دعوة للعودة إلى الذّات والتّوبة من القلب عن كلّ آثامنا. دعوة إلى الارتماء في أحضان الله وطلب الرّحمة وفهم سرّ الصّليب لنعبر- مع يسوع- من الظّلمة إلى النّور، من الموت إلى الحياة.