من أجلك يا لبنان... نصلّي!
اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، أبواب السّماء مفتوحة لنا، فلتنفتح قلوبنا وتصرخ أفواهنا وتملأ الأرض صلوات وتضرّعات، عسى النّور ينجلي وتعود النّعمة إلى وطننا.
اليوم، ها هو الرّوح القدس أقرب من أيّ وقت آخر، فلندعُه بالصّلاة.
اليوم، بشكل خاصّ، أيادي قدّيسي بلاد الأرز شربل ورفقا والحردينيّ ونعمة والكبّوشيّ، وكلّ قدّيس ينبض لبنانيّة، ممدودة لنجدة أرض القداسة؛ فلا تبخلوا بصلواتكم!
كثّفوا الصّلاة واطلبوا من قلب يسوع الأقدس الخلاص بشفاعة رفقا رسولة الألم والفرح، وشربل قدّيس المهمّات الصّعبة، وأسطفان نعمة رجل هذه الأرض الطّيّبة، والحردينيّ زارع الحكمة وقدّيس الطّاعة... إنّهم تذكرتنا إلى الخلاص!
هذه الأرض المجبول ترابها برائحة البخور لن تسقط، فهذه الرّائحة المقدّسة ستبقى أقوى من كلّ شيء، أقوى من رائحة الدّخان المتصاعد من تلك الدّواليب المشتعلة... إنّ رائحة البخور لا بدّ من أن تنقّي سموم كلّ فاسد وفساد.
إليك يا ربّ نلتجئ اليوم، أنتَ يا من أحببتَ لبنان محبّة استثنائيّة ووطئتَ أرضه، نسألكَ اليوم أن تُرشد أبناءه لخير المصلحة العامّة وكرامة الإنسان فيبقى لبنان وطن الرّسالة.
إبعث في ربوع وطننا روحك القدّوس، فيفحّر ينابيع السّلام ويوثّق الأخوّة.
أزل البغض بالمحبّة، إنفِ الخصام بالوئام، وغلّب التّخاذل بالتّعاون.
أرمق لبنان بنظرة رأفة ورحمة، فتطيب الجراح وتسكن القلوب البصيرة، ويرى وطن الأرز نوركَ فيخلُص من أزمته.
أطرد الشّرّ عن أرضنا، وقوّم كلّ الاعوجاجات فينعم اللّبنانيّون أخيرًا بحياة كريمة وعادلة.
يا يسوع، أنت الّذي باركت لبنان بالأمس بقربانك المقدّس في خميس الجسد، ها هو اليوم يكرّر مناجاته لك في أيّام المخاض هذه، اجعل درب القيامة قريبة. زحزح الحجر عن قلوب الفاسدين ودع نور الخلاص ينجلي.
وأنتِ يا أمّنا مريم نتضرّع إليك كي تنظري إلى وطننا وتتشفّعي بشعبه لدى ابنك الوحيد فيرحمه ويباركه ويحميه، الآن وإلى الأبد آمين!