ثقافة ومجتمع
15 شباط 2018, 08:00

ملحد ثوريّ يلمس السّلام مع المسيح

ماريلين صليبي
من الشّيوعيّة والإلحاد، إلى الإيمان والخلاص هَوت حياة رولان. فالرّبّ انتشله من حيث الكره واليأس والاستسلام إلى الحياة المكلّلة بالفرح العظيم.

 

هو الصّبيّ البكر في عائلة فقيرة لم يكتفِ العجز المادّيّ من جعل أيّامها مُرّة بل سانده المرض أيضًا.

الأمّ مريضة منذ زمن، الأب مدمن على الكحول، والأخ أيضًا يعاني أشدّ الأوجاع، أمّا العلم فكان حلمًا صعب المنال لما يتطلّبه من مال ومصاريف يعجز رولان عن تأمينها.

العمالة منذ الصّغر إذًا كانت نصيب الصّبيّ الذي كبر وسط كلّ هذه الأحزان مثقولًا  بالأفكار الماركسيّة والثّوريّة الملحدة.

وفي يوم، غاب الأب عن هذه الدّنيا بموت مفاجئ ألحق الصّدمة والرّكود في حياة رولان. فأثناء العمل، بات ينصت إلى زملائه المسيحيّين بدل السّخرية منهم. وها هو زميل مسيحيّ يقترب من رولان ويخبره عن طبيب قادر على شفاء كلّ المرضى بلمسة من حنانه وبمجّانيّة تغزوها المحبّة وهو يسوع المسيح.

التبّشير هذا حفظه رولان في عقله وقلبه، فما إن تدهورت حالة الأخ حتّى هرول رولان إلى الكاهن يطلب النّجدة. 

غريب أن يلجأ ملحد إلى الصّلاة بدل الطّبيب، لكنّ الصّوت الإلهيّ الذي كان ينقر مخيّلته مؤكّدًا قدرته على شفاء الأخ كان أقوى من كلّ شيء.

مع الكاهن صلّت العائلة بثبات وإيمان عظيمين، وها هو الأخ يهدأ تدريجيًّا ليُشفى تمامًا من مرضه فيعود إلى مزاولة عمله.

إذًا الصّراع بين الإيمان والإلحاد تكلّل أخيرًا بلجوء رولان إلى الخلاص الإلهيّ، هو الذي عانى العذابات النّفسيّة والرّوحيّة يداوم اليوم على مطالعة الإنجيل والمشاركة في القداديس.

منذ الشّفاء والمسيح يلمس حياة رولان، هو الذي أدرك أنّ الحضور الإلهيّ مستمرّ في كلّ حين فلا يكفّ عن الصّلاة من أجل سعادة عائلته.

الأعجوبة التي صنعها الرّبّ الحاضر أبدًا في حياة رولان لم تشفِ الأخ من مرضه وحسب، بل ردّت الملحد إلى طريق الإيمان متخلّيًا عن كلّ قناعاته الشّيوعيّة ورسمت البسمة على ثغر الأمّ، لتُبنى مع المسيح حياة عائلة جديدة تشعّ رجاءً.

إذًا، المسيح قادر على تغيير قلبك من الدّاخل وتبديل قناعاتك الخاطئة، فهلّا تثق بقدرته وتلجأ إليه..