ثقافة ومجتمع
18 آب 2016, 13:10

مقتل خالد جبارة.. اغتيال للعرب؟

ميريام الزيناتي
خالد جبارة، قصّة شاب لبناني قُتل على يد جاره الأميركي في مدينة تولسا الأميركية.

خالد اتصل بالشّرطة قبل نصف ساعة من الجريمة ليعلمها أن جاره، الذي صدم والداته عمداً قبل أشهر، يحمل سكيناً ويهدّده بالقتل. الشّرطة الأميركية وبعد تفقّدها المكان لبرهة، أكّدت عدم قدرتها على السّيطرة على الموقف، وما هي الا دقائق قليلة تفصل مغادرة الدورية عن طلقات نارية تودي بحياة خالد.

تفاصيل الجريمة هذه تطرح تساؤلات عدّة، فما هي أسباب تقاعس الشّرطة عن القيام بواجبها الأمني؟ ولماذا استقصد المواطن الأميركي مضايقة العائلة اللبنانية معتبراً ايّاها من "العرب الوسخين"؟ وهل من استهداف للعرب في بلاد الغرب؟

إذا ما ثبُت أن دوافع الجريمة عنصرية، وأن الشّاب "العربي" قُتل بسبب جنسيته، ستطرح التساؤلات عن دور الإعلام من جهة والقادة السّياسيين من جهة أخرى في إشعال نار الحقد بين المواطنين بعد أن كثُرت الخطابات السّياسيّة المعادية للإسلام والعرب، وبعد أن حمّلتهم تقارير إخبارية عدّة مسؤولية الأعمال الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة.

هذا فضلاً عن دور المنظّمات الإرهابية المتطرّفة التي تزعم نشوءها تحت راية الإسلام، والتي تقتل وتنهب مدّعية التزامها بالدين، الأمر الذي يدفع القاعدة الشّعبية الى التخوّف من دين سماوي مع العلم أن تلك المنظّمات الإرهابية لا تمت للإسلام بصلة ولا تمثّله بأي شكل من الأشكال.

هذا الكمّ الهائل من الكراهية يملأ عالمنا سواداً وشؤماً، ديانات وجنسيات عدّة باتت مهمّشة بسبب مجرمين يدّعون الإنتماء اليها، فعسى الّا ينتج عن هذا الحقد المستشري حروب أديان تعيدنا بالأذهان الى عصور العنصرية.