مع بوكيمون... سأسافر عبر الأرض
هذه اللّعبة الّتي تجتاح العالم منذ أقلّ من شهر وبسرعة خياليّة، باتت تشعل في داخل اللّاعبين الحنين إلى طفولة مضت ومشاركة في تحقيق حلم تقاسموه مع بطل السّلسلة "آش كيتشام" إبن العشر سنوات الّذي يحلم أن يصبح أشهر مدرّب بوكيمون في العالم وأن يرفع اسم مدينته عالياً، فصاروا هم أبطال اللّعبة يركضون في كلّ زوايا العالم بحثاً عن هدفهم الّذي يمكن أن يظهر فجأة في كلّ الأماكن: المنزل، الطّريق، الأماكن العامّة، البحر، الجبل، الملاهي، وحتّى في الأماكن المقدّسة.
فحمّى "بوكيمون غو" الّتي تجتاح العالم بسرعة خياليّة وصلت إلى الفاتيكان أيضاً. هناك في ساحة الحاضرة، يتنقّل لاعبو بوكيمون ليصطادوا البوكيمونات الّتي يتربّع أحدها عند "البابا المقدّس" وعلى "الشّرفة" الّتي يطلّ منها الحبر الأعظم لأجل التّبشير الملائكيّ.
يمكن كذلك للسّوّاح المحمّلين للّعبة أن يجدوا تلك المخلوقات الإلكترونيّة مخبّأة في نافورة القدّيس بطرس، فهؤلاء باتوا يجدون في السّياحة داخل الفاتيكان متعة مضاعفة بفضل "بوكيمون غو".
هذه اللّعبة الّتي تشغل العالم باتت هواية يوميّة لدى الكثيرين، فهم بعد أن كانوا كسولين لا يفارقون كراسيهم أو مقاعدهم، تراهم يسيرون في الشّوارع لكيلومترات طويلة، مشاركين في "أقوى المعارك"، فقد "جاء الامتحان"، وهم، كما تقول الأغنية، يشدّون العزيمة لكي لا يخسروا النّزال، فلن يقبلوا بأقلّ من الفوز.
ولكن عندما تتحوّل اللّعبة من تسلية إلى إدمان، من مساحة للتّرفيه إلى مصدر خطر ناتج عن قلّة تركيز وانتباه لما حولنا، فهل يبقى "الصّيد" قانونيّاً؟