ثقافة ومجتمع
27 أيلول 2020, 23:00

معًا من أجل السّلام...

ماريلين صليبي
"لنسأل الرّبّ عطيّة السّلام، وعالم خال من أسلحة الدّمار الشّامل! ولنلتزم بتحرير البشريّة من الأسلحة النوويّة، التي تشكّل تهديدًا خطيرًا للجنس البشريّ"... بهذه الصّلاة التي تلخّص أحزان العالم، تقدّم البابا فرنسيس من الرّبّ. إلى حضن السّماء رفع طلبته المباركة علّ يحلّ السّلام وتتألّق المحبّة في عالم يضجّ بالحروب.

السّلام عطيّة تتمنّاها كلّ شعوب الأرض برجاء وتأمّل، هو خشبة الخلاص التي من خلالها تتحرّر الشّعوب من البغض والحقد والخوف والقلق، هو واحة تضمّ السّكينة والفرح وتنبع حياة وازدهارًا.

عن الأسلحة النوويّة تحدّث الحبر الأعظم، متمنّيًا التّخلّي عنها لما تشكّله من تهديد للوجود البشريّ. قادة العالم يلجؤون إلى هذا النّوع من الأسلحة بهدف تثبيت قواهم وتجلّي مصالحهم الشّخصيّة في عالم اعتادت فيه الشّعوب على منطق القوّة والموت والقتل.

إلّا أنّ هذه الأسلحة تشكّل خطرًا كبيرًا على استمراريّة الحياة، إذ استخدامها يؤدّي إلى فناء البشريّة ويلحق الدّمار بالبلاد ويسبّب المآسي.

هذا عالميًّا، أمّا على المستوى الضّيّق، فالأسلحة النّوويّة ليست حكرًا على قادة البلاد، إنّما، نحن أيضًا المكبّلين بالخطيئة، كثيرًا ما نستخدم أسلحة نوويّة تُنهي الآخر، أسلحة متمثّلة باللّسان الجارح، بأذيّة أخانا في الإنسانيّة، بإضمار الشّرّ، بالنّميمة، بالحسد، بالغدر، بالخيانة، بكلّ ما يساهم بإفشال الآخر وتألّق الأنانيّة.

مع بابا روما نصلّي، من أجل أن ينبت السّلام في قلوبنا وفي أنحاء العالم، فيثمر الكون محبّة وخيرًا وطمأنينة...