مشهد حوادث السّير.. "أكشن"
ولأنّ هذا المشهد، ورغم قساوة أحداثه، غريب للغاية وبعيد عن المألوف وعن المسار الطّبيعيّ للأمور، ولأنّ الإنسان بشكل عامّ فضوليّ الطّبع تهمّه الإثارة، باتت هذه الحوادث الموجعة مادّة دسمة بيد روّاد مواقع التّواصل الإجتماعيّ، إذ عند وقوعها يُسارعون لتصويرها بهواتفهم المحمولة وتنزيلها على صفحاتهم لكسب نسبة عالية من المشاهدة والـ"لايكات" والتّعليقات.
أمام ظاهرة مؤسفة كهذه، نقف بحيرة وتعجّب وحزن أمام سخافة العصر الذي نعيش فيه ومادّيّته وقساوته، عصر يفتقد فيه الإنسان لإنسانيّته ليسير في الدّروب الموحلة.
ونطرح هنا تساؤلات عديدة أمام مسامع المعنيّين بالكلام، تساؤلات تعكس خطورة الحالة المذكورة، تساؤلات تنتظر الأجوبة "المقنعة" -إن وُجدَت-.
فهل باتت حياة الإنسان رخيصة إلى هذا الحدّ؟ هل موت أحدهم سبيل لحياة "ناجحة" وسخيفة لدى آخر؟ هل فقدنا مشاعر النّخوة والإندفاع والمساعدة؟ هل قست قلوب البعض وتحجّرت لتنبض بدل العطف والحنان والاهتمام مشاعر بعيدة عن الأخوّة والمحبّة والعطاء؟
ليكن كلّ مواطن إذًا، أمام مشاهد حوادث السّير المروّعة، مواطنًا حقيقيًّا يُسارع للمساعدة وطلب الإسعاف، أو ليكمل طريقه بسلام ويدعي للرّبّ بالشّفاء العاجل للمتضرّرين.