دينيّة
14 تشرين الأول 2018, 07:00

مسيرة حبٍّ نحو الملكوت

غلوريا بو خليل
نخطو حياتنا بحبٍّ، بتيقّظ ومثابرة ننتظر، بحكمة نستعدّ لنلتقي المسيح وندخل ملكوته، ولعلّ مثل العذارى العشرة في إنجيل اليوم هو أفضل مثل نستعين به والّذي فيه يلفت يسوع الانتباه إلى واجب الاستعداد لمجيئه الثّاني بالمجد وضرورته.

 

وفي هذا الإنجيل، يحمل كلّ شخص وحدث دلالة عميقة، فالعذارى العاقلات يتميّزن بالحكمة والفطنة ويعملن بوصايا الله، فيستحقّنّ الملكوت، لكنّ العذارى الجاهلات فمهملات وغير حكيمات ولا يعملن الأعمال الصّالحة، وبالتّالي يخسرن الملكوت والفرح السّماويّ.

 أمّا الزّيت المستخدم لإضاءة المصابيح فيرمز إلى القوّة والنّور، ويُظهر الأعمال الصّالحة "فليضىء نوركم للنّاس، ليروا أعمالكم الصّالحة" (متّى 5: 16). ولمّا "عند منتصف الليل علا الصّياح" (متى 25: 6)، علت معه أصوات الملائكة تنادي الأبرار مبشّرة إيّاهنّ بالخلاص. عندها، أغلق باب الملكوت معلنًا بالتّالي للجاهلات ثبات القرار وبأنّه لم يعد أمامهنّ فرصة للتّوبة وطلب الغفران، وهنا يقول الرّبّ "إنّي لا أعرفكنّ!" (متى 25/ 12).

يعلّمنا المسيح إذًا من خلال مثل العذارى أن نكون دومًا مستعدّين، ونعيش حياتنا بالسّهر والمحبّة، لنصنع طريقنا نحو الرّبّ بمسؤولية بمصباح أعمالنا الصّالحة، ويكون زيتنا وافرًا بالإيمان والرّجاء فنستحقّ ملكوت السّماء.