ثقافة ومجتمع
05 تموز 2017, 13:00

مسيحيّو الهند أقلّيّة ولكن..

ريتا كرم
تُعدّ المسيحيّة في الهند، في ثاني أكبر بلد في العالم بعد الصّين من حيث الكثافة السّكّانيّة (1.34 مليار نسمة)، الدّيانة الثّالثة بعد الهندوس (79.8%) والإسلام (14.2%)، ويبلغ عدد أبنائها 27.8 مليون مؤمن أيّ ما يقارب 2.3% من مجمل سكّان الهند، بحسب ما تشير إليه أرقام التّعداد العائدة إلى العام 2011 والّذي نشره موقع "آسيا نيوز".

 

وبالعودة إلى الجذور، فإنّ المسيحيّة دخلت إلى الهند مع توما الرّسول سنة 52 بعد الميلاد، علمًا أنّ هناك إجماع على أنّ تأسيس المسيحيّة يعود إلى القرن السّادس. في حين تكشف الدّراسات أنّ الكنيسة الرّومانيّة الكاثوليكيّة قد دخلت البلاد في القرن السّادس عشر على يد اليسوعيّين البرتغاليّين والإيرلنديّين والإيطاليّين، لينتشر فيها البروتستانت لاحقًا بفضل جهود مرسلين بريطانيّين، أميركيّين، ألمان واسكتلانديّين. كلّ ذلك يعني أنّ المسيحيّة أزهرت في الهند قبل أن تبصر النّور في بعض الأمم الأوروبّيّة. 

وبالرّغم من عددهم القليل، يلعب الهنود المسيحيّون دورًا كبيرًا في النّهضة الاجتماعيّة والاقتصاديّة. إنّهم يتبوّأون أعلى المناصب في: المعاهد التّعليميّة والتّقنيّة والزّراعيّة، المراكز الطّبّيّة والمستشفيات، المراكز الخيريّة والاجتماعيّة والإصلاحيّة والرّوحيّة... مع غياب ملفت في الحياة السّياسيّة بالرّغم من أنّهم "ملزمون بالمشاركة بنشاط في الإدارة السّياسيّة من أجل حماية مصالح مجتمعنا وحماية حقوقنا وهويّتنا الدّينيّة، وتأمين المعرفة وتحفيز جيل الشّباب على الانخراط في الإدارات السّياسيّة"، بتأكيد من الأب راج أحد الكهنة الهنود، في تصريح لآسيا نيوز.

هم قلّة بالنّسبة لعدد سكّان الهند نعم، إلّا أنّ ذلك لم يمنعهم من ترك بصمتهم في ميادين مختلفة. باختصار هم مصدر فخر واعتزاز للأمّة الهنديّة بشكل عامّ وللمسيحيّين بشكل خاصّ. هم مثال لا بدّ من الاقتداء به في زمن بات فيه الاتّكال على الكمّيّة والعدديّة يطغى على الاهتمام بالنّوعيّة والإنتاجيّة.