مسلسل "العنف ضد المرأة".. يتبع
إلى متى ستضطر النساء إلى الرّضوخ لهذا العنف المدمّر؟ وإلى متى سيفرض المجتمع عليهنّ هذا الكابوس الأليم الذي يراودهنّ كيفما تحرّكن وكلما عبّرن عن آرائهنّ؟
كابوس العنف الأسري لن يفارق جفون النساء في غياب الحماية القانونية؛ ففي العام 2015، ما زالت القوانين مجحفة بحق المرأة: محاسبة المعنِّف لا تزال شبه غائبة، فبالرّغم من إقرار القانون رقم 293 الذي تحصِّل بموجبه المرأة المعنّفة "قرار حماية" يمنع المشكو منه من التعرّض إليها، ما زالت المحاسبة الفعلية غائبة.
فأي من الأزواج المعنِّفين نال العقاب الذي يستحقّه؟ ماذا حلّ بقضايا كل تلك النساء اللواتي قضيّن على أيدي أزواجهنّ؟ ولماذا التهاون في مثل هذه القضايا؟
كيف يمكن أن تنتظر المرأة من مجتمعٍ، لا يرى فيها سوى سلعة تحرّك مشاعره الغرائزية، أن يهبّ لحماية شخصها وكيانها؟ وكيف لمن خذلت بمناسبات عدّة وسلبت من حقوق كثيرة أن تثق بدولة غضّت النظر عن أبرز معاناتها؟
السّاكت عن الحق شيطان أخرس"، والمجرم اليوم هو كل من شهد على حادثة عنف وبقي مكتوف اليدين. من واجبنا أن نثور على" هذا الظلم الذي يهدّد جزءاً كبيراً من النساء: فكيف يمكن أن نأمل بعالم يعمّه السلام متى كانت المرأة التي تربيه وتحميه هي نفسها عرضة للتعنيف والإجرام؟