ثقافة ومجتمع
12 تشرين الثاني 2015, 22:00

مرحباً استنكارات!

ماريلين صليبي
"اسنتكار جامع لجريمة الاغتيال".. "ندين بشدّة هذا الهجوم".. بهذه الكلمات يعبّر النواب والوزراء والمسؤولون عن استيائهم وغضبهم من وقوع أيّ عمل إرهابي.

ولكنّ كلمات الاستياء هذه لن ترمّم المناطق المنكوبة المستهدفة ولن تمدّ الجرحى بالشفاء العاجل ولن تنظّف الطرقات من دماء الشهداء. فهي إذاً لن تغيّر شيئاَ على أرض الواقع ولن تبعد شبح الموت المرفرف في سماء بلدنا ولن تزرع الطمأنينة في قلوب الأطفال والشيوخ الأبرياء؛ كما أنها لن تطفئ الجمرة المحرقة في فُؤَاد أمّهات ثكالى بكينَ أولادهنَّ وآباء حنت الكارثة ظهورهم وحرقت شبابهم.

لا تكفي الإدانات الواسعة لإخراج لبنان من العناية الفائقة. فالحلّ يكون إذاً بالتضامن والتعالي عن الخلافات، وبوضع المصلحة الوطنية فوق كلّ اعتبار. وبالتالي انتشال بلدنا من الهوّة العميقة التي يغرق فيها لا يتحقق إلا بحماية الوحدة الوطنية واعتبارها العنوان الوحيد لمواجهة الإرهاب.

في بلد بات فيه الفرح ممنوعاً، نقف بحسرة وأسف أمام المشهد المروّع والوضع المأساوي الذي نعيش فيه ونتساءل: إلى أين؟ وإلى متى؟ وما الحلّ؟ وهل بتنا نخشى السهر والتسوّق والتجوّل في وطن كانت السياحة إحدى أبرز صفاته الجوهرية؟

إن كانت إذاً الحقيقة مُرّة قاسية، فالحلم مسموحٌ نسجُه بخيطان الأمل والنور علّنا نستمدّ القوّة للبقاء والصمود...