13 شباط 2014, 22:00
ما هي صلاة الاستسقاء
(تيلي لوميار) ليس في التقليد المسيحي الكنسي ما يسمّى بصلاة الاستسقاء بالمعنى الليتورجي في مفهومها الكنسي إذ ليس هناك في أي ليتورجا رتبة خاصة بصلاة المطر أو صلاة الاستسقاء ولكنّنا نجد في الكتاب المقدس العهد القديم وتحديدا في سفر الملوك قصة للنبي ايليا الذي عاش في المملكة الشمالية في زمن الملكة إيزابل التي ساقت زوجها وشعب بني إسرائيل إلى عبادة البعل عندها تنبأ إيليا بأن الله سيمنع المطر عن بني إسرائيل واعتزل النبي إلى نهر كريت وكانت الغربان تعوله وتأتي إليه بالطعام وبعد أن جفّ النهر ذهب إلى صرفة وبقي في بيت امرأة أرملة، ووفقًا لوعد إيليا لها لم يفرغ من بيتها الدقيق والزيت طوال مدة الجفاف.
وفي السنة الثالثة من الجفاف طلب النبي من الملك آحاب أن يجمع الشعب إلى جبل الكرمل وأن يحضر معه أنبياء البعل الذي لم يستجب الههم لصلاتهم أمّا إيليا فدعا الرب فاستجاب له ونزلت نار من هذه السماء والتهمت المحرقة ويشير التقليد إلى أن هذه المعجزة تمت على جبل الكرمل في مكان يدعى حاليًا "المحرقة" فاقّر الشعب بأن الرب هو الله الإله الحقيقي عندئذ أعلن إيليا بأن المطر سوف ينزل.
ونجد أيضا مرجعا آخر في الكتاب المقدس في رسالة يعقوب الفصل الخامس ويذكّر بقصة ايليا وصلاته لأجل امتناع المطر وصلاته لأجل نزول المطر كمثال لقوة صلاة البار.
كلّ ذلك لا يمنع من ترداد بعض الصلوات الشعبية في الكنيسة وهي ناتجة عن جهد بعض الآباء الشخصي كما نجد في صلاة النبي ايليا في الطقس الماروني ترنيمة على اللحن السرياني انونو نوهرو شريرو وفيها دعاء لهطول المطر وتقول الترنيمة: ربّ منّ بالمطر أرضا باتت في خطر ندّ يا عين السماء أمطري الارض بماء سبحان المعطي الغفور.
الى ذلك نجد في التراث اليهودي وضمن البركات الثماني عشرة بركة الامطار. ففي الصلاة اليومية اليهودية شموني عسرة أي الطلبات الثماني عشرة نميّز بين فصلين الصيف والذي يصحبه الندى والشتاء الذي يترافق وموسم الامطار وفي الصلاة يسأل المصلون الله أن يبارك السنة ويرسل مناخا مناسبا للزراعة. وهذان الفصلان يقعان بين عيد الفصح والذي يصادف في نيسان بحسب التقويم اليهودي وفي يتمّ إحياء ذكرى خروج بني اسرائيل من مصر. وبين العيد الذي يسمى بالثامن الختامي والفرح بالتوراة ويقع بحسب التقويم اليهودي في شهر تشرين ويمثّل العيد إكمال الدورة السنوية من قراءة فصول التوراة في الكنائس. أمّا صلاة الندى فتبدأ في صباح اليوم الثاني من يوم الفصح بينما صلاة المطر لا تتزامن وعيد الثامن الختامي ففي أيام الهيكل هذا العيد كان مجرّد حجّ نحو اورشليم ويتمّ بعد أسبوعين من هذا العيد الصلاة من أجل هطول المطر. ولكن في الشتات اليهودي يؤدي اليهود صلاة المطر في ليل الرابع الخامس من كانون الاول أو ليل الخامس السادس من الشهر عينه.
إشارة الى أنّ هذه الصلاة منتشرة أيضا في الدين الاسلامي.
ومهما تكن أصول هذه الصلاة فالصلاة المسيحية هي لقاء مع الله هي شكر وتسبيح على عطاياه الخيّرة دائما ولكنّ الانسان بفعل أنانيته ومصالحه دمّر الطبيعة وخلق اختلالا بالتوازن المناخي ما جعل من الكوكب يتّجه شيئا فشيئا نحو التصحر.