دينيّة
17 حزيران 2018, 07:00

ما هي دعوة الرّسل الخاصّة؟

غلوريا بو خليل
"ليتورجيًّا، زمن العنصرة هو زمن عمل الرّوح القدس في الكنيسة، روح الله الذي يلهم المؤمنين معرفة أسرار الله، ويعطيهم القوَّة والحكمة على تحقيقها. إنَّ يسوع بعد صعوده إلى حيث كان، ضمن الثّالوث الأقدس، لم يترك البشرى السّارة تنطفئ وتموت، بل هو مستمرُّ في عمله بقوَّة الأقنوم الثّالث: الرّوح القدس." بهذه المقدّمة استهلّ الكاهن في رعيّة مار جرجس والصّعود - الضّبيه الأب الدّكتور عبدو أنطون المريميّ حديثه لموقع نورنيوز الإخباريّ شارحًا إنجيل اليوم عن دعوة الرّسل.

 

وللإمعان في كلمة الرّبّ، شدّد الأب أنطون على أربع نقاط قائلًا: "نقرأ في إنجيل متّى (10/1-7) كيف أنَّ يسوع هو دائمًا المبادر الأوّل في نشر ملكوته بين النّاس، هو الذي اختار ولا يزال يختار له رسلاً، لذا الدّعوة الكهنوتيّة هي من يسوع الذي يريدنا له. ويسوع يمنح تلاميذه سلطانًا لا يقدر العالم على مقاومته. وهذا السّلطان هو امتداد لحضوره وعمله في العالم. من هنا، لا بدَّ لنا أن نعرف جيّدًا أنَّ عمل الرّسول يقتصر على نقل تعاليم يسوع إلى النّاس والتّبشير بكلمة الله الذي تجسّد وأصبح بشرًا وعلى أنَّ الله محبَّة. وقد أراد يسوع أن يبدأ الرّسل تبشيرهم بين اليهود، لأنَّهم شعب الله المختار وعليهم أن يفهموا، قبل غيرهم، أنَّ الله قد وعدهم بمجيء المخلّص. وهذا يساعدنا اليوم لندرك أنَّ التّاريخ يعيد نفسه، إذ أنَّ من يدَّعي المعرفة قد يرفض الله لغروره."

"وفي الرّسالة إلى أهل فيلبّي (3/7-14) يكتمل شرح نصَّ الإنجيل وتوضح النّقاط الأربع فيه"، تابع الأب المريميّ موضحًا: "نلاحظ أنَّ الرّسول بولس يتحدّث عن ذاته واختباره وكيف عاش رسالته؛ فالتّلميذ المختار بحسب مار بولس يتخلَّى عن كلّ شيء، حتّى عن ذاته، في سبيل البشارة. والرّبح الأعظم للرّسول هو إيمانه بأنَّ السّلطان الذي يحمله مصدره الله، لذا عليه، قبل غيره، أن يتعرَّف على الله. وهذا ما نسمّيه اليوم "علم اللّاهوت"، ويختصره بولس بهذه النّقاط الثّلاث: معرفة المسيح، والقوَّة التي أقامت يسوع من بين الأموات أيّ الرّوح القدس، وضرورة المشاركة بآلام يسوع الخلاصيّة."

وأكمل الأب أنطون مفسّرًا: "يقرُّ الرّسول بولس بأنَّ إعلان البشارة هي في كلّ وقت ثورة على المفاهيم، أيّ أنَّ الخلاص يأتي من الإيمان بيسوع المسيح وليس من الشّريعة. فالمحبَّة التي حملها يسوع هي الشّريعة الجديدة والوحيدة، وما الأعمال سوى تجسيد للمحبَّة."

وختم الأب أنطون المريميّ حديثه لموقعنا مؤكّدًا أنّه "ينبغي على الرّسول المبشِّر بملكوت الله أن يسعى هو أيضًا إلى الله ويربحه، لأنّ الحياة مع الله بالمسيح يسوع هي الهدف المنشود وغاية مشروعه الخلاصيّ."