ما هي الدّرب إلى قلب الله؟
قد تكون الرّحمة إحدى أهمّ الوصايا الموكلة إلينا من الله، فالمسيح ذكرها مرّات عدّة في مراحل حياته، فهو الّذي دافع عن المرأة الزّانية قائلًا "من منكم بلا خطيئة فاليرجمها بحجر"، مؤكّدًا أن لكلّ منّا خطايا عدّة تمنعنا من الحكم على الغير ومقاضاته.
"لِماذا تَنظُرُ إِلى القَذى الَّذي في عَينِ أَخيكَ؟ والخَشَبَةُ الّتي في عَينِكَ أَفَلا تأبَهُ لَها؟"، يعيد المسيح ويكرّر في آية (لو 6: 41)، ليذكّرنا بضرورة الرّحمة، فمن نحن لنعاتب ونتّهم من قد يكون أقلّ منّا ذنبًا؟
وعندما سُئل عن عدد المرّات الّتي يجب أن نسامح فيها، كان جوابه: "سبعون مرّة، سبع مرّات"، لافتًا إلى ضرورة المسامحة في كلّ لحظة من حياتنا.
وعلى الصّليب، وقبل أن يسلم الرّوح، طلب من الله أن يسامح من صلبوه، فما أعظم من مسامحة من أساء إلينا؟
الرّحمة والرأفة والمسامحة من أهمّ الصّفات الّتي يجب أن يتحلّى بها المسيحيّ ليتشبّه بالله، هو الّذي أحبّ فسامح حتّى الموت!