دينيّة
29 تشرين الثاني 2022, 08:00

مار يعقوب السّروجيّ... قيثارة الكنيسة

ريتا كرم
هو "كنّارة الرّوح القدس وقيثارة الكنيسة"، هو أديب وشاعر سريانيّ فتح عينيه- عام 451- على الحياة في بلدة قرطم غربيّ حران التّركيّة، في بيت يفتخر بربّه كاهنًا؛ فنشأ على كلام الله وسلك دربه منذ كان صغيرًا.

 

تعمّق في اللّاهوت في مدرسة الرّها وهو لا يزال في الخامسة عشرة من عمره. وهناك فاض قلبه أفكارًا نظمها في قصائد جعلت منه لاحقًا أحد أهمّ شعراء الكنيسة السّريانيّة إلى جانب مار أفرام.

إكتسب القدّيس يعقوب شهرة في الكتابات النّثريّة الموزونة أيضًا، ونالت تلك وأشعاره رواجًا عالميًّا حتّى لا تزال مكتبات ماردين تحتفظ بنحو 250 قصيدة من أصل 763 قصيدة، في حين تضمّ مكتبتا الفاتيكان ولندن ما يزيد على 400 من مواعظه.

عالج هذا العلّامة في كتاباته الأعياد اللّيتورجيّة، ووعظ عن المجيء والصّوم والأعاجيب والعديد من المواضيع المتنوّعة الّتي زخرت بها كذلك كتاباته النّثريّة. وفيها كلّها لم يحِد عن الأسلوب الرّشيق والعذب ما عزّز انتشارها بشكل أسرع وترجمتها إلى لغات عديدة، في مقدّمتها اللّغة العربيّة.

بين الحبر والورق، ارتقى مار يعقوب الملفان سلّم الكهنوت وسيم أسقفًا سنة 518، على بلدة بطنان سروج التّابعة للرّها حائزًا بذلك على لقبه "السّروجيّ". إلّا أنّ أسقفيّته لم تدم أكثر من سنة وأحد عشر شهرًا، فتوفّي في قلاّيته سنة 520.

واليوم، في عيد مار يعقوب السّروجيّ، نغرف من كَرم معرفته، وننهل من نبع لاهوته فنعيد إلى قلوبنا عذوبة الإيمان، طالبين من ملفان الكنيسة السّريانيّة شفاعة ترسّخنا في كنيستنا وتبعدنا على مثاله عن كلّ الانقسامات والتّشرذمات المحيطة بنا.