دينيّة
07 آب 2021, 07:00

مار ضومط "الفالج"... الشّهيد البارّ

ريتا كرم
فارسيّ وثنيّ هو، من مدينة أمد. معاصر للملك يوليانوس الآروسيّ الجاحد. لا بل أكثر، هو من زمرته ومن جملة وزرائه الّذين اضطهدوا المسيحيّين، علمانيّين ورجال دين. إلّا أنّ داء المفاصل كان له في المرصاد، فعانى نتيجته من آلام مبرحة اعتبرها عقابًا من الله، فاهتزّ كيانه واستفاق من ضلاله وأعلن توبته ولبس المسيح من خلال سرّ العماد وصار له تلميذًا وباسمه مبشّرًا.

هو القدّيس ضومط الّذي هجر وطنه واختار مدينة الرّها موطنًا له. هناك ترهّب وصار شمّاسًا، وعندما أضحى على بعد خطوة من لبس ثوب الكهنوت بأمر من رئيس الدّير، اعتذر تواضعًا ولاذ بالهرب باتّجاه الجبال حيث تنسّك وزهد بالدّنيا مدّة ثلاثين سنة في مغارة شهدت على بكائه المرير توبة وندامة عن خطاياه.

حصد هذا النّاسك الوقور شهرة، إذ ذاع صيته وصار قبلة أنظار الكثيرين ومثالاً في التّوبة والإيمان. قصده المؤمنون والمرضى وبخاصّة مرضى داء المفاصل- من كلّ حدب وصوب- طالبين الشّفاء من "ضومط الفالج"، وكم كثيرة كانت الآيات الّتي صنعها الله من خلاله!

لم يُخفَ أمر ضومط القدّيس عن الملك يوليانوس، فأمر برجمه وسدّ باب المغارة عليه وتركه فيها حتّى يلفظ آخر أنفاسه. وهكذا مات ضومط سنة 363 للميلاد، في صمت المغارة المقدّس مكلّلاً برائحة الأبرار القدّيسين، ساكبًا في المكان روح شهيد عرف أن يختار النّصيب الأفضل ويعيش وفق تعاليم الرّبّ حتّى الرّمق الأخير، روح قدّيس نحتفل اليوم بعيده طالبين شفاعته وصلاته الآن وإلى الأبد، آمين!