ثقافة ومجتمع
22 شباط 2017, 06:30

مار شربل حاضر في بعبدات!

فيما كانت تصلّي وتتوسّل الشفاء، ظهر اسم "شربل" محفورًا أمامها متلألأً بحبيبات العرق؛ مسحتها بمنديلها ومرّرتها على موضع الألم لديها، فنهضت ومشت وشكرت ومجّدت.. هي الأخت ماري أبيل قمري، من راهبات القلبين الأقدسين الّتي شفاها القدّيس شربل. وقد أثمر هذا الشفاء، إلى جانب تطويبه، بناء مزار للقدّيس في بعبدات الّذي، وبفضل المؤمنين والمحسنين، أضحى اليوم مركزًا لأطفال يعانون من أوضاع ومشاكل اجتماعيّة صعبة. هو يحضنهم ويعلّمهم ويثقّفهم ويشفي قلوبهم لتمتدّ أعجوبة الأخت قمري إلى نفوس هؤلاء الصّغارفتشفيهم وتضمّد جراحهم برعاية وعناية.. هو مركز مار شربل أنشئ في التسعينات ويتابع رسالته حتى يومنا.

 

كان لموقع "نورنيوز" جولة في المركز حيث إلتقى المسؤولة هناك الأخت رشيدة معلولي الّتي أخبرتنا عن تدخّل القدّيس شربل في مجيئها إلى المركز "كان مجيئي إلى هنا، أنا المعالجة الفيزيائية العاملة في حقل الصّحة ومع المسنّين، بمثابة دعوة لي من القدّيس شربل، وأشعر بالفعل أنّه يعمل لخير المركز ويحافظ على استمراريّته، فقد مرّ الأخير بمرحلة مادّيّة صعبة جدًّا كانت ستؤدي إلى إقفاله." وأضافت "الإنطلاقة التي نعيشها اليوم هي تدبير إلهيّ بواسطة هذا القدّيس الّذي أحبّ ربّنا كثيرًا، ففي كلّ مرّة نحتاج إلى شيء يُؤمّنه لنا".

وعن وضع مركز مار شربل، أخبرتنا بأنّه يستقبل حاليًّا 40 طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 4 و15 سنة، يقدّم لهم السكن الآمن وفرصة لتلقّي العلم بأفضل المدارس. والأخت معلولي اليوم بصدد تنفيذ مخطّط جديد نابع من حاجات الأطفال ومن مستوياتهم العلميّة. فالأطفال يرسلون إلى مدارس تناسب احتياجاتهم، فمنهم من يرسل إلى مدرسة خاصّة تهتم بمن يعانون من بطء في التعلّم، وآخرون إلى مدرسة خاصّة بمن يعانون مشاكل في النّطق والسّمع، أمّا بقيّة الأولاد فيتابع ونعلمهم في مدرسة الرهبنة في الشوير. وهدف المركز الأول بحسب الأخت معلولي" تطوير مهارات الأطفال بجوّ عائليّ إيمانًا منّا بأنهم يستحقّون الأفضل." كما ينظّم المركز يوميًّا نشاطات ترفيهيّة وتثقيفيّة للأطفال يمارسونها بعد الانتهاء من واجباتهم المدرسيّة. والجدير ذكره أنّ المركز يهتم أيضًا بعائلات الأولاد إذا لزم الأمر.

وعن فريق العمل قالت: "أغلبيّة الفريق متخصّص ومتعاون، ونعمل كعائلة بهدف تنمية أطفالنا وتربيتهم ومتابعتهم بكلّ محبّة، ولكلّ شخص منّا دوره ومسؤوليته".

وللمركز لجنة ترعاه من عهد الأخت ماري أبيل قمري، إنطلاقًا من مشروع إنسانيّ واجتماعيّ وهي لا تزال ناشطة حتّى يومنا هذا، إلى جانب عدد من الأصدقاء والمحسنين ليستمر المركز في مساعدة الأطفال للنموّ بجوّ صحيّ وسليم هذا بنعمة ورعاية القدّيس.    

ومن المؤثّر أيضًا أن أهالي منطقة بعبدات يعتبرون هؤلاء الأطفال بمثابة أولادهم ويرحبّون بهم دومًا، يفتحون لهم الحديقة العامّة للتنزه، والمدرسة الثّانوية تشرّع لهم أبوابها للّهو في ملاعبها.

وعن حاجات المركز، تقول الأخت معلولي "ربّنا يعيننا دائمًا، فهو يوفّر لنا المساعدات بشفاعة القدّيس شربل الذي يسهر على حاجاتنا".

وختمت الأخت معلولي قائلة بإنّها تعيش رسالة مميّزة مع الأطفال، فهي تتعلّم منهم الكثير، وتشكر الرّب على عائلة المركز الصغيرة والكبيرة، وعلى حضور القدّيس شربل الدائم بقلب المركز وبقلبها فهو يدعمها ويساعدها للمضيّ قُدمًا في عمل الرّسالة بروح المحبّة والعطاء والفرح.