دينيّة
17 كانون الثاني 2019, 14:00

مار أنطونيوس الكبير: "الشّيطان ضعيف أمام الصّوم والصّليب"

ماريلين صليبي
إبن مصر هو، من أبوين مسيحيّين تقيّين تركا خلف موتهما أختًا اهتمّ بها بمحبّة وعناية. هو مار أنطونيوس الكبير الذي، وعندما سمع يومًا آية متّى 19/ 21: "إذا أردت أن تكون كاملًا، فاذهب وبع أموالك وأعطها للفقراء، فيكون لك كنز في السّماء، وتعال فاتبعني"، وزّع ثروته على الكنائس والفقراء واعتزل في الصّلاة والتّأمّل.

 

على التّجارب المغرية انتصر أنطونيوس الذي كان يقتات الخبز والملح وقليلًا من الماء، وفي قبر في وسط الصّحراء أقام.

الشّيطان لم ينفكّ يحاربه، لكن أمام هذا العراك الهائل، أشرق في كهفه نورٌ سماويّ وظهر الرّبّ يسوع وقال له: "كنت هنا، يا أنطونيوس، أشاهد جهادك".

عندما عرف النّاس مقرّه، أخذوا يأتونه من كلّ صوب راغبين في أن يكونوا تلاميذه، فنزل معهم إلى ضفاف النّيل، حيث أنشأ لهم أديرة عديدة.

أديرة راح يزورها باستمرار ليثبّت الرّهبان في دعوتهم ويقول: "يا بني لا تهمل ذكر الأبديّة، قل لنفسك في كلّ صباح إنّك ربّما لا تعيش إلى المساء، وعند المساء إنّك ربّما لا ترى نور النّهار. قاوم التّجربة بشجاعة، إنّ الشّيطان ضعيف أمام الصّوم والصّلاة وإشارة الصّليب".

فضائله السّامية لم تكتف بهذا القدر من الإيمان، بل الغيرة المسيحيّة دفعت به إلى مرافقة المسيحيّين إلى المحاكم وتشجيعهم على الثّبات في اﻹيمان، عندما اشتدّ اضطهادهم.

وكان الله قد أنزل عليه نعمة شفاء الأمراض وطرد الشّياطين، غير أنّ الخوف من الكبرياء دفعه إلى الهرب من تهافت النّاس.

ومع انتشار الهرطقة الآريوسيّة، حذّر مار أنطونيوس النّاس منها مبشّرًا بالمسيح إله الحقّ.

وفي المرحلة الأخيرة من حياته، راح مار أنطونيوس يزور الأديرة تاركًا رسائل روحيّة، فذاع صيته كـ"كوكب البرّيّة" ومجد الحياة الرّهبانيّة وشفيع الجماعات والأفراد في كلّ مكان وزمان.