ثقافة ومجتمع
27 تموز 2018, 13:00

ماذا نستوحي من الهاتف للاقتراب من الله؟

ماريلين صليبي
قد نضع هواتفنا في حالات متعدّدة تبعًا لانشغالاتنا: نميل أحيانًا إلى وضعها صامتة، أحيانًا أخرى اهتزاز أو نبقي رنينها عاليًا عاديًّا. لكنّنا بدورنا بحاجة أيضًا إلى هذه الأساليب الثلاثة في حياتنا المسيحيّة.

 

الوضع الصّامت يسهّل استماعنا إلى الله. رغم أنّ الصّمت معقّد وصعب، الكتاب المقدّس يشجّعنا نحوه في كثير من الآيات المحيية: "حتّى الغبيّ إذا صمت يُحْسَبُ حَكِيمًا، وَمَنْ ضَمَّ شَفَتَيْهِ يُحسب فطنًا" (سفر الأمثال 17: 28).

نحن بحاجة أيضًا إلى أسلوب الاهتزاز، أي أن نترك للرّوح القدس دائمًا إمكانيّة تنبيهنا داخليًّا. هو مستشارنا، لا بل هو أفضل مستشار: "ليَهدني رُوحُكَ الصَّالِحُ فِي أَرْضٍ سَويَّةٍ" (سفر المزامير 143: 10).

نحن بحاجة أيضًا إلى الصّوت، أيّ إلى الصّلاة، إلى اللّحظة التي نتحدّث فيها مع الله بصوت عالٍ والتّكلّم معه وعنه: "آمَنْتُ ولِذلِكَ تَكَلَّمْتُ" (2 قور 4: 13).

نحن بحاجة إذًا إلى الجمع بين هذه الأساليب الثّلاثة في صلاتنا، فلماذا نميل صوب اللّهو الفارغ بالهواتف ومواقع التّواصل الاجتماعيّ، في وقت يمكننا الاستفادة منها من أجل الاقتراب من الله؟

طريقة رابعة أخيرة يجب تجنّبها تمامًا في علاقتنا مع الله وهي الوضع غير المتّصل، إذ عندها لا يمكننا تلقّي أو إجراء أيّ مكالمات أو رسائل على الإطلاق، في وقت يكون للرّبّ كلام جوهريّ لا بدّ من سماعه، فلنبقَ على اتّصال مع الله من خلال الرّوح القدس الذي يعيش فينا!