دينيّة
24 نيسان 2019, 13:00

ماذا بعد الصّوم والقيامة؟

ماريلين صليبي
قد انتهى زمن الصّوم ومرّ العيد بفرح اللّقاء وبهجة المناسبة، إلّا أنّ النّعم التي ينالها المؤمن بعد قيامة المسيح لا ينهيها موعد ولا تحدّها احتفالات.

 

فالخشوع المختَبَر في زمن الصّوم لا بدّ من الاستمرار في اختباره في كلّ أيّام حياتنا، والقيامة التي شهدنا على حدوثها لا بدّ من أن نشهد لها في كلّ ظرف، وها هو البابا فرنسيس يؤكّد ذلك مغرّدًا:  "ليعضد إعلان قيامة الرّبّ رجاءنا وليحوّله إلى أعمال محبّة ملموسة".

إذًا ليس الصّوم والقيامة مناسبتين روحيّتين عرضيّتين، بل هما براعم تُزرع في قلوب المؤمنين لتنبت رجاء ومحبّة. إذ تأتي قيامة الرّبّ لترسم درب الأمل والرّجاء وتنير ظلمة المشاكل وتشعل فتيل الحياة في عالم تآكله اليأس. هو هذا الرّجاء الملموس من خلال الشّهادة على قيامة المسيح ما يدفع بالفؤاد إلى ضخّ أكيال من المحبّة تجاه الآخر وأطنان من الرّحمة والخير والصّلاح والبِرّ.

إنتصار المسيح على الخطيئة والموت دافع أساسيّ للمجاهرة بالإيمان واتّباع طريقه، وهو انجذاب نحو القوّة الإلهيّة المحوِّلة اليأس إلى أمل والحقد إلى محبّة. فإن سرنا في هذه الدّروب الخيّرة التي رسمها الرّبّ بحبر الصّوم والموت والقيامة، سنعانق الحياة بفرح ونقابل وجه الرّبّ في الملكوت السّعيد بفرح أبديّ.