ثقافة ومجتمع
24 نيسان 2017, 06:55

مئة عام وعامين.. والإبادات مستمرّة!

ماريلين صليبي
قبل مئة عام وعامين، وبنظرة حزينة نلقيها إلى الماضي الموجع، نستذكر الإبادة الأرمنيّة التي أحرقت أكثر من مليون ونصف شخص.

 

ففي مثل هذا اليوم، عانى الأرمن بالإضافة إلى مجموعات مسيحيّة أخرى كالسّريان والكلدان والأشوريّين واليونانيّين جملة من الانتهاكات والمجازر التي رفعت هؤلاء إلى مرتبة الشّهادة السّامية. 

كما التّاريخ، فإنّ الحاضر لم يسلم من أحداثٍ غير إنسانيّة تُذكّر العالم اليوم بالمرارة والألم، لأنّ كثيرة هي الأنباء عن اضطهاد شعوب ذنبها الوحيد أنّها وقعت تحت قبضة العنف والشّراسة.

فمنذ 2015، تمّ استخراج 35 مقبرة جماعيّة و100 مقبرة فرديّة في العراق، استخراج عرّض إلى ضوء الشّمس وجوهًا شاحبة لجثث أكثر من 1500 إيزيديّ، شمس لم تستطع بدفئها إعادة الحياة إلى قلوب بريئة وعقول حكيمة.

هل يُعقَل إذًا أن تحدث جرائم خطيرة ضدّ الإنسانيّة تحت أنظار المجتمع الدّوليّ بأكمله ولا يُحرَّك ساكن؟

أيُعقَل أيضًا ألّا تُسمَع صرخات الحقيقة والحقّ، صرخات النّضال والمناضلة، صرخات الحرّيّة والتّحرّر لشعب أرمنيّ يرفع الصّوت الواحد عاليًا من كلّ أقطار العالم؟

ما زال الرّعب يلاحق البشريّة والضّمائر ما زالت نائمة، فالإبادة اليوم تأخذ أشكالًا عديدة؛ الإرهاب إبادة، الحروب إبادة، الجوع إبادة، التّلوّث إبادة، فألا تكفي بطولات الأرمن من أجل نفض غبار الظّلم عن عالمنا أم على العالم أن يخسر ضحايا بعد من أجل يقظة الإنسانيّة الرّاقدة خلف المصالح والسّياسة والحسابات؟

يعجز القلم أن يفي الأبطال الأرمن حقّهم، هم من كانوا ولا يزالون حرّاس القضيّة، روّاد الآمال، حاملي الإرادة القويّة، الذين ما استسلموا يومًا، فالغاية واحدة والعزيمة واحدة ولو بعد ألف عام!