ثقافة ومجتمع
01 حزيران 2017, 14:00

ليون: وزارة الثقافة تدافع عن الهوية والجهات الرسمية مقصّرة في دعم الثقافة

شدد وزير الثقافة السابق كابي ليّون على أن وزارة الثقافة هي وزارة الدفاع عن الهوية، وثقافة لبنان عميقة في الجذور رغم كل التحديات، لافتاً في المقابل إلى ان لبنان عاصمة ثقافية تحتاج بناء عناصر الإستقطاب لكن الجهات الرسمية مقصّرة في دعم الثقافة.

 

وخلال حديث معه ضمن برنامج سياسات عبر تيلي لوميار ونورسات، حيث حملت الحلقة عنوان "لبنان الثقافة: أي نموذج نقدّم اليوم وأي نموذج نريد؟"، أشار الوزير ليّون إلى أن " الثقافة هي الرابط بين الأرض والشعب وهي تصنع الوطن، معتبراً أن تفاعل الحضارات في لبنان يجعله في موقع ثقافي متقدّم".هذا ودعا الدولة إلى الربط بين الإبداع الثقافي والمهرجانات السياحية في ظل التضارب بين المال والإبداع الحقيقي، لافتاً إلى أن هناك لا مركزية ثقافية بدأت في لبنان وهذا سيساعد في ترميم الثقافة. وعن حملة حماية التراث الإعلانية، إعتبر ليون أنها ممتازة اليوم ولكن هناك حاجة لوقف هدر الآثار، موضحاً في المقابل أن إقتناء الآثار الشرعي والقانوني يجب قرنه بتسجيله في محفظة وطنية، ومشيراً إلى أن لبنان يحتاج مع المكتبة الوطنية داراً للأوبرا ولكنها مكلفة وتتطلب ان تبقي أبوابها مفتوحة على الدوام. كما تساءل عن أسباب عدم تعميم المسارح الشعبية في المناطق اللبنانية؟ طارحاً تساؤلاً آخر حول إمكانية تحويل تلفزيون لبنان إلى تلفزيون ثقافي ما يساعد في نزع الغبار عن ذاكرتنا الثقافية. وإذ لفت ليون إلى أن الإمكانيات غير متوفرة لتنفيذ السياسات الثقافية في لبنان، أكد أن لا خوف على الثقافة في لبنان فهي عصب بقائه فحركة الصعود والهبوط الثقافي جزء من جدلية التاريخ، كاشفاً عن أن الزجل في لبنان أصبح على لائحة التراث العالمي وهذا إنجاز مهم قليلون يعلمون به.

من جهة أخرى، أكد الفنان التشكيلي والمرمّم، الدكتور عصام خيرالله، أن ترميم الثقافة هو السبيل الوحيد لحماية جذورنا، مشدداً على أهمية ترميم البرامج الثقافية لأطفالنا لتزوّدنا برؤية مستقبلية. وأوضح خيرالله أن هناك حاجة لتوفير الدعم للمبدعين اللبنانيين على الصعيد القانوني والتقني والوجداني، مشيراً إلى أن حماية الفنان اللبناني غير متوفّرة حتى الآن والعمل جارٍ لصندوق تعاضد للفنانين. وإذ شدد على أن لا طائفة للثقافة وللفن إنما رسالتهما حماية المجتمع، أوضح أن التجاوب مع الثقافة في لبنان بات مرتبطاً بإنتاجيته المادية ولكن يجب أن نسوّق الثقافة بحسب الأعمار والإختصاصات. وختم بالتشديد على ضرورة العمل على إنتاج ثقاقة وطنية منظورة ومعاشة.

أمّا الأستاذ الجامعي في جامعة سيدة اللويزة، الدكتور يوسف كمال الحاج، فقد رأى أن الثقافة هي العنصر الذي يؤنسن الإنسان وينقله إلى علوانية الإبداع، مشيراً إلى أن التحدي اليوم هو من سيضع الإستراتيجية الثقافية، داعياً النخب إلى إنتاج ثقافة إبداعية. وكشف الحاج أننا نعيش عصر إنطلاقة لحماية الفكر اللبناني وفلسفته وهناك بعض المنتديات الخجولة التي تحاول الحفاظ على الثقافة في لبنان. وشدد في المقابل على أن اللبناني ليس إلغائياً أبداً بل هو يعيش التعددية وهو منفتح على الآخر والعيش بين المسلم والمسيحي هو ريادة ثقافية، فهذه رسالة لبنان من خلال نصلاميته. ورأى الحاج أنه طالما هناك نخبة من المبدعين فالثورة الثقافية مستمرة، لافتاً إلى أن المجتمع المدني يستطيع أن يحمل المشروع الثقافي أكثر من الدولة، كاشفاً عن أن أحد عوامل عودة لبنان إلى السياحة الثقافية هي السياحة الدينية ربطاً بالعيش المشترك، ويجب إحياء زيارة الآثار اللبنانية ذات البعد العالمي. وفي وقت تساءل عن الأسباب التي منعت حتى الآن إنشاء متحف وطني للفنون التشكيلية، كشف عن أن القطاع الخاص يقود طلائع الثورة الثقافية وعلى الدولة أن تؤدي دورها في هذه الطلائع.

وفي ختام الحلقة عرضت نتائج سؤال الأسبوع "هل ما زال لبنان يقدّم ريادة ثقافية في العالم العربي والمجتمع الدولي؟"، حيث أجاب 67% بنعم، في حين أجاب 37% بلا.