ثقافة ومجتمع
30 تشرين الثاني 2017, 14:00

لوقف الإعدام.. إنسانيًّا ودينيًّا

ماريلين صليبي
في اليوم العالميّ لوقف عقوبة الإعدام، لا بدّ من رمي نظرة مناهضة ورأي معارض لهذا العقاب الذي يناله المجرم.

 

في حين أنّ قسمًا بارزًا من المواطنين قد يطالب بهذه العقوبة لأشخاص ارتكبوا أشنع الجرائم بحقّ أبرياء، وهذا ما شهده لبنان في الآونة الأخيرة، غير أنّ الإنسانيّة ترفض الإعدام والدّين أيضًا.

من نحن لندين الخاطئ؟ من نكون لنتجرّأ على إنهاء حياته؟ من نحن لنتطاول على الآخر؟

هذا الآخر، ولو كان أكبر المجرمين، يبقى إنسانًا ذا كرامة وحقوق. هو إنسان، عندما أخطأ، وقع ضحيّة الشّرّ في لحظة تخلٍّ مُرّة، فهل يُعقَل أن يدفع الثّمن باهظًا لهذه الدّرجة؟

قد لا يكون هذا الكلام إعفاءً للمجرم من العقاب أو تبريرًا لأفعاله السّيّئة أو مغفرة تامّة له على حساب أرواح مظلومة، إلّا أنّ العقاب قد يصل إلى أقصى رواتبه بالسّجن المؤبّد والأعمال الشّاقّة من دون التّعرّض إلى حياته.

هذا إنسانيًّا، أمّا من حيث الإيمان والدّين فالله هو الذي يخلق الإنسان وهو الذي ينهي حياته، هو الذي يمنح الحياة وهو الذي ينتزعها عندما يجد الوقت مناسبًا، فلا يحقّ لقرار قضائيّ أن يلعب دورًا إلهيًّا ويخترق تدبير الله السّماويّ.

في هذه المناسبة، لنصلِّ من أجل كلّ المجرمين لكي يزور الله قلوبهم وينيرها، ومن أجل راحة أرواح المظلومين الذين سالت دماؤهم براءة، ومن أجل كلّ القضاة ليتحلّوا بالحكمة والعدل، ومن أجل كلّ النّاس لينجّيهم الله من الشّرير، فيعيش العالم بسلام أبديّ!