لندخل مع مريم إلى الهيكل
هي حنّة والدة أمّ الكون التي، وبعد ثلاث سنوات من ولادتها ابنة سمّتها مريم، أدخلت ابنتها الوحيدة إلى الهيكل لتكون قريبة من تربيةٍ إلهيّة مقدّسة.
سيّدتنا مريم إذًا على مذبح الرّبّ وُضعت على يد زكريّا الكاهن، لتخدم الهيكل ببراءتها وتملأه نعمة وتسكن قريبة من أوراشليم.
هذه التّقدمة، التي تحتفل الكنيسة اليوم بذكراها المبارك، صُنّفت الأقدس منذ بناء الهيكل، فمن يفوق مريم العذراء بجماله ونقائه وقداسته وطهارته؟
مريم البتول نفسها هيكل بجسدها وبنفسها، فيه حلّ الرّوح القدس بمواهبه وفيه تكوّن ابن الله يسوع المسيح.
وبعد هذه التّقدمة تفرّغت أمّ الله الحيّ إلى الصّلاة الدّؤوبة والعمل اليدويّ والصّمت الصّارخ بمحبّة الله ومطالعة الكتب المقدّسة.
12 سنة ظلّت مريم شاخصة إلى الله، غارقة في بحر القداسة، مُحبّة لرفيقاتها، مهرولة لمساعدة المحتاجين، متّحدة بالتّعب والعمل ومخاطبة الملائكة ومناجاة الرّبّ.
فأقامت في الهيكل حتّى بلغت الـ15 من عمرها، وبعدها عادت إلى النّاصرة حيث بدأ مشروع الله الخلاصيّ يرتسم أمامها.
إذ قبلت مريم سرّ البشارة وأخذها يوسف إلى بيته بعد أن ظهر له الملاك، تمهيدًا لولادة ابن الله الحيّ وأخ الإنسانيّة يسوع المسيح الذي صُلب فداءً لخلاصنا.
ليكن هذا العيد إذًا محطّة تعيد إلى نفوسنا الخاطئة طهارتها، فيه نتأمّل المصلوب بصمت وتوبة وبرغبة في أن نقدّم قلوبنا ذبيحة على مذبحه خدمةً بالرّبّ الرّحوم.