لندخل بيت الله بحشمة!
أعطى الرّبّ يسوع قيمة كبيرة لنظرنا وربطه بموت الجسد كلّه، وعليه بات للحشمة دور أساسيّ في إبقاء العين سليمة والجسد منيرًا. ففي عصور مضت كانت المرأة تغطّي شعرها عند دخول الكنيسة لأنّ الشّعر الطّويل كان يعتبر إغراء، ومع تقدّم السّنين أصبح المرء يدخل دور العبادة غير آبه بما يلبس أو بما "لا يلبس"، كما لو كانت المقدّسات غائبة أو الله لا يرى. وهذا غالبًا ما نراه في الاحتفالات الكنسيّة وبخاصّة في رتبة الإكليل حيث يغيب الاحتشام ليحلّ مكانه عرض أزياء في زمان ومكان غير ملائمين، فتكشف ملابس السّهرة الجسم أكثر ممّا تستره، وترى المشاركين في الاحتفال يضيعون عن جوهر اللّقاء، فتثار شهوة الجسد وتقع العين في الخطيئة لتجرّ الجسم والفكر كلّه معها نحو الإثم.
وكذلك هو الوضع أثناء المشاركة في القدّاس الإلهيّ، فينسى المتقدّمون من سرّ الإفخارستيّا أنّهم هياكل للرّوح القدس وأعضاء في جسد الرّبّ المقدّس.
ولعلّ الكنيسة متساهلة إلى حدّ ما فتغضّ النّظر عن محاسبة المؤمنين لعدم حشمتهم، ولكن ألم يغضب المسيح حين دخل الهيكل وحطّم وطرد من دنّسوا بيت أبيه قبل أكثر من ألفي عامّ؟ فتذكّروا أنّ بيت الآب هو بيت صلاة والحشمة إلزاميّة، وقبل أن تذهبوا اليوم إلى الكنيسة للمشاركة في القدّاس الإلهيّ تذكّروا أن بيت الله مقدّس، فلنحترم هيبته ولندخل بخشوع وحشمة مقدّسين أجسادنا الّتي أرادها الرّبّ هياكل للرّوح القدس.