ثقافة ومجتمع
06 تشرين الثاني 2018, 14:00

لنحبّ بعضنا البعض... مجانًا

ميريام الزيناتي
"يسوع قد أحبّنا مجانًا، والحياة المسيحيّة هي الاقتداء بمحبّة يسوع المجانيّة"، يقول البابا فرنسيس، مشيرًا إلى روعة المحبّة وأهمّيّتها في حياة الإنسان.

 

وعندما تكلّم عن المحبّة، أوصانا البابا فرنسيس بعدم وضع شروط على أعمال محبّتنا. فمن يريد أن يعطي، عليه أن يعطي بمجانيّة من دون أن يسأل عن مقابل، ومن دون أن يميّز بين دين أو لون أو جنسيّة. فكثيرًا ما نشحّ بنظرنا عن فئة معيّنة من النّاس، نهمّشها ونبعدها عن حياتنا فقط لأنّها من جنسيّة مختلفة أو دين مختلف. ولو تساءل يسوع عن هويّة كلّ شخص من البشريّة أو توقّف عند فئة النّاس الّذين مات من أجلهم، لما تحقق مشروع الخلاص.

لا شروط للمحبّة إذًا، فهي تغفر أكبر الأخطاء وأصغرها وتخمد نار الغضب السّريع والحقد، فتقلّ نسبة الخلافات ضمن العائلات وفي المجتمع. فكلّنا مدعوّون لمحبّة الآخر من دون مقابل؛ الوالدة مثلًا لا تنتظر أجرًا من أطفالها عند الاعتناء بهم، والأب يكدّ من دون مقابل. وفي العمل أيضًا، لا بدّ من قبول الآخر من دون التّركيز على سيّئاته، أو التّوقّف عند اختلاف الطّباع، فبالتّعاون والتّعاضد يمكننا بلوغ النّجاح الأكيد.

فلنصلِّ اليوم على نيّة المحبّة لعيش المسيحيّة، فنستحقّ بنوّة الله المجانيّة والحياة السّماويّة.