دينيّة
26 آذار 2019, 14:00

لمَ نال لصّ اليمين الخلاص؟

ماريلين صليبي
من منّا لا يتمنّى أن يكون خلاصه سريعًا ومباشرًا ومضمونًا كالذي ناله لصّ اليمين؟

 

بكلمات قليلة إنّما مقدّسة: "اللّيلة ستكون معي في الفردوس"، أنهى المسيح سنوات طويلة من الخطيئة والإثم وجدّد الخاطئ بالإيمان وأنزل عليه نعمة الحياة الأبديّة. ولكن، لماذا؟

هذا الفضل الذي أغدقه المسيح على لصّ اليمين لم يأتِ من سدى ولم يكن استنسابيًّا. فإلى جانب المسيح الأيسر كان مصلوبًا لصّ لم ينل الخلاص كزميله، والسّبب عدم رغبة لصّ اليسار بنيل هذه النّعمة.

فالخلاص يأتي لمن يطلبه بخشوع، إذ على الخاطئ تقع مسؤوليّة نقر باب الحياة الأبديّة بقوّة المؤمن، ليفتح المسيح ذراعيه ويحضن الخاطئ بالمحبّة والرّحمة اللّامتناهية.

الخلاص جواب يأتي بعد التّوبة، بعد الصّلاة والإيمان والاعتراف بالمسيح إلهًا صُلب من أجل خلاصنا.

النّدم الحقيقيّ ضروريّ إذًا لننال نعمة لصّ اليمين، لا بل العدول عن الخطيئة تحدٍّ أكبر على المرء محاولة اختباره لإبعاد ألم الجزاء عن روحه.

قصّة لصّ اليمين أبعد من أن تكون أمثولة إيمان للبشريّة، هي دليل قاطع على عظمة رحمة المسيح. فإذا عجز الكلام يومًا عن تفسير هذه الرّحمة وحاول الفكر أن يشكّك بها لمرّة، تأتي هذه القصّة ليتغذّى القلب منها فيتجدّد بالإيمان مدركًا حجم رحمة الله.

في تذكار اللّصّ الذي صلب عن يمين السّيّد المسيح، ليس بوسعنا، نحن الضّعفاء أمام الشّواذ والشّرّ والملذّات، إلّا أن نناجي رحمتك يا ربّ قائلين: "أذكرنا يا ربّ متى أتيت في ملكوتك!"