لماذا نصلّي تسعة أيّام قبل الأعياد؟
التّساعيّة هي صلوات ممتدّة على طول تسعة أيّام، فيها نتأمّل بخشوع بفضائل وخصال ومميّزات روحيّة طبعت حياة القدّيس لتجعله إلى جانب الله في بيته السّماويّ، وفيها أيضًا نرسم في قلبنا وعقلنا نعمة أو نذرًا أو تضرّعًا أو طلبًا نتأمّل تحقيقه في نهاية التّساعيّة.
للتّساعيّة إذًا رموز روحيّة ولاختيار الكنيسة الرّقم تسعة أيضًا؛ الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي الخويري أطلعنا عليها قائلًا إنّ اختيار الرّقم ٩ فكرة آتية من العهد القديم إذ دائمًا يوم العيد يكون اليوم العاشر، فهو يوم احتفاليّ، وبالتّالي تكون الصّلوات سابقة له دائمًا بتسعة أيّام.
فلا شيء إرتجاليّ في الحياة المسيحيّة، لا بدّ من التّحضير للأعياد دائمًا والاستعداد لعيشها بطريقة روحيّة عميقة. هي فترات استعداديّة تضعها الكنيسة قبل الأعياد تقوم على ركيزتين أساسيّتين هما الصّلاة والأصوام.
التّساعيّة ولدت ضمن التّقوى الشّعبيّة أيّ مع تزايد الأجيال المؤمنة، هي ليست بإلزاميّة في فكر الكنيسة اللّيتورجيّ، إنّما هي طريقة للتّعبير عن الإيمان والاستعداد المتين لعيش العيد بفرح وخشوع.