لماذا نحتفل بعيد مار شربل في تواريخ متعدّدة؟
"هناك مبدأ كنسيّ يقول إنّ الاحتفال بعيد أيّ قدّيس يكون في ذكرى انتقاله من الأرض إلى بيت الآب، أيّ في ذكرى موته، لأنّه عندها تبدأ حياته الحقيقيّة مع الرّبّ.
إلّا أنّ هناك 3 استثناءات وهي: عيد ربّنا يسوع المسيح الّذي نحتفل بعيد مولده، عيد مريم العذراء نجمة الصّباح إذ مولدها يبشّر بمولد المسيح، وعيد مار يوحنّا المعمدان إذ هو السّابق وعيده مرتبط بعيد مولد يسوع.
أمّا مار شربل فهو أيضًا يشكّل استثناءً لأنّه توفّي يوم عيد الميلاد المجيد، وعيده يسمّى عيدًا سَيِّدِيًّا أيّ مرتبطًا بعيد السّيّد المسيح وبالتّالي يحقّ للكنيسة أن تحدّد له تاريخًا آخر للاحتفال بعيده، إذ لا يمكن مساواة عيد مار شربل بعيد مولد المسيح.
لذا، اختيرت ذكرى رسامته الكهنوتيّة في 23 تمّوز/ يوليو، لتكون مناسبة للاحتفال بعيد مار شربل. وبما أنّه قدّيس لبنان ولأنّه يحقّ للجميع المشاركة باحتفالات بعيده، ارتأت الكنيسة تثبيت يوم الأحد الثّالث من تمّوز/ يوليو، الأحد الأقرب لذكرى رسامته، مناسبة مباركة للمشاركة الأكبر بعيده؛ ما يشكّل تقليدًا مسيحيًّا باعتبار الأعياد مرتبطة بالآحاد لإفساح المجال أمام الجميع بالاحتفال.
غير أنّ أعيادًا أخرى للقدّيس شربل نشأت شعبيًّا، من دون أن تحدّدها الكنيسة، وإنّما حدّدتها محبّة النّاس وإيمانهم، كذكرى أعاجيبه أو عيد مولده، وهي تواريخ غير رسميّة أيّ غير متبنّاة من الكنيسة إنّما مباركة منها".
أيًّا تكن الأسباب والتّواريخ، فلا شكّ أنّ مار شربل قدّيس عظيم كسر القيود والحدود؛ فلنحتفل معًا اليوم، ببدء تساعيّته، ولنشارك بالصّلوات الحارّة لنيل نعمته وشفاعته.