دينيّة
06 كانون الأول 2016, 06:30

لماذا توزّع هدايا الميلاد بالسّر؟

ميريام الزيناتي
أطلّ شهر الميلاد محمّلًا بالأمنيات.. مثقلًا باللفتات ومشبعًا بالأفكار المبتكرة لتقدمة أروع الهدايا بأجمل الطّرق.. اللهفة لشراء هدايانا ورسم الإبتسامة على وجوه من نحبّ يقف وراءها قلب ينبض محبّة وكرمًا، قلب لم يبخل يومًا على فقير أو محتاج.. قلب القدّيس نيقولاوس الذي بات يُعرف اليوم بـ"سانتا كلوز"...

"لا تعلم يسارك بما صنعت يمينك".. آية من الإنجيل طبّقها القدّيس نيقولاس في مسيرة حياته التي أوصلته إلى القداسة، فكان يوزّع الهدايا على الفقراء بالسّر ومن هنا بدأت عادة "سانتا كلوز" الذي يأتي سرًّا ليلة عيد الميلاد ليوزّع الهدايا في البيوت.. ولكن للأسف، ومع الوقت، بدأت العادة تفقد قيمتها الرّوحيّة لتكتسب معنى ماديًّا بعيدًا عن جوهر المسيحيّة..

بين شراء هدايا باهظة الثّمن والبحث عن أثمن الثّياب، يضيع معنى العطاء.. عطاء من هو بأمسّ الحاجة والإلتفات إلى من فقد معنى العائلة الحقيقي...

يا ربّ أعطنا اليوم، في ذكرى عيد القدّيس نيقولاوس، أسقف مدينة ميرا، قلوبًا نقيّة، تفهم معنى العطاء الحقيفيّ، لنحضن بدفء هذا العيد قلوبًا أثقلها برد النسيان واتعبها صقيع غياب المحبّة لتكون هدايانا صلوات تُرفع في عيد الطّفل يسوع لتملأ العالم من نعمه اللامتناهية...