دينيّة
11 كانون الأول 2019, 14:00

لطفل المغارة... نصلّي

ريتا كرم
كم جميل هو المنزل الّذي تضجّ في أرجائه خطوات سكّانه، وتصدح من زواياه ضحكات أطفاله وصيحات كباره وصغاره- فرحًا وغضبًا- وكم يصبح أجمل هذا البيت في زمن المجيء بخاصّة عندما تزيّن وسطه شجرة عيد الميلاد وفي أسفلها مغارة يسوع المتواضعة. وكم تحلو جلسات العيد مع عائلة مجتمعة حول مائدة الطّعام، عائلة ترفض أن يمرّ العيد من دون تبادل الهدايا! ولكن أمام هذا المشهد الّذي سيعيشه كلّ منزل في ليلة الميلاد، هل فكّرنا بصاحب العيد الّذي بسببه تتحقّق هذه "الجَمْعَة" عامًا بعد عام؟

 

فبين الانشغال بانتقاء الهديّة المناسبة لكلّ الأحبّاء وبين تزيين بيوتنا بأجمل الحلل، هلّا وقفنا لبرهة أمام طفل المغارة وابتسمنا له وخاطبناه وفكّرنا ما الهديّة الّتي سنقدّمها إليه هذا العام؟

هل أظهرنا لأطفالنا جوهر هذا العيد؟ هل لفتنا انتباههم إلى المذود الفقير الّذي حضن الطّفل يسوع وأظهره للعالم إلهًا تأنّس من أجلنا وأتى إليه من دون "طبل وزمر"، فوُلد في مغارة باردة فقيرة، تدفئها أنفاس الحيوانات وتفيض عليها قداسة والدين أطاعا الرّبّ ونفّذا مشيئته؟

إنّ الوقت لا يزال سانحًا لكم ولنا، لنعوّض عن هذا الإهمال الرّوحيّ. اللّيلة، وفيما نتهيّأ للنّوم، هلّا جثونا برفقة أولادنا أمام طفل المغارة، لنردّد على مسامعهم وبقلب تغلّفه حرارة إيمان وبأفواه مسبّحة ابن الله الّذي اتّخذ طبيعتنا ووُلد من مريم البتول لا في قصر ملوكيّ بل في مغارة حقيرة.

لنعلّمهم كيف نستقي منه التّواضع بدل الكبرياء، فنغتني به ومنه. اللّيلة وفي كلّ ليلة، لنردّد معهم هذه الصّلاة: "يا أيّها الرّبّ العظيم، يا أمير السّلام، يا طفل المغارة عرّفني جهلي، وأرشدني في الطّريق المستقيم، أنر عقلي وطهّر قلبي، أضرمه شوقًا للقياك واستعدادًا لمجيئك، واجعلني أمينًا لكلّ مواهبي ووزناتك الكثيرة، لتراني مستعدًّا وساهرًا عند قدومك …فتجد فيّ مقامًا مهيّئًا لميلادك في قلبي وعقلي وكلّ حواسي. يا طفل المغارة إرحمنا... آمين!".