دينيّة
19 شباط 2020, 14:00

لا للقسوة، نعم للذّكرى!

ماريلين صليبي
لأنّ الطّمع من مكوّنات النّفس البشريّة الضّعيفة، ولأنّ الحسد والغيرة والانطواء آثام تنخر في القلوب طارحة بالانفتاح والمحبّة والخير، ها هو البابا فرنسيس يوصي المؤمنين: لا للقسوة، نعم للذّكرى.

فالحبر الأعظم قال بوضوح: "لدى كلّ فرد منّا شيء ما قد أصبح قاسيًا في قلبه. إنّ الدّواء ضدّ قساوة القلب هي الذّكرى، أيّ أن نتذكّر نِعم الرّبّ، وهذا الأمر يجعلنا نحافظ على قلوبنا مفتوحة وأمينة".

بابا روما يطمئن البشريّة بأنّ القسوة التي تغزو القلوب مرض غير مستعصٍ، وهو يتفهّمها، إذ إنّ المجتمعات حاليًّا تسير رويدًا رويدًا صوب الفساد الرّوحيّ والنّفسيّ، لتغرق في الابتعاد عن الآخر والانغلاق على الذّات والغيرة من حسنات الآخر والرّغبة في إلغاء الآخر من أجل الوصول إلى المصالح الشّخصيّة.

وأمام هذا الواقع المُرّ، حلّ وحيد، وهو الإيمان! الإيمان بأنّ الرّبّ زرع في كلّ واحد منّا نِعمًا مختلفة عن الآخر، الإيمان بأنّ الله ميّزنا عن بعضنا، إذ منح الجمال أشكالًا متعدّدة والذّكاء مظاهرَ مختلفة، ليبقى السّرّ الوحيد للعيش بالمحبّة والخبر هو استذكار هذه النِّعم وشكر الرّبّ عليها.

مواهب الرّبّ ونِعمه كنز ثمين لا بدّ من تقديره والحفاظ عليه وتطويره بما يرضي الله ويتمّم مشيئته. فكلّ واحد منّا يشكّل زهرة فوّاحة مختلفة عن الزّهرة الأخرى، وبهذا نكون جميعًا أشبه ببستان مغدق الجمال والألوان. فلنتخلَّ عن الغيرة والحسد، متّحدين بالرّجاء والصّلاح، لتبقى قلوبنا مفتوحة وأمينة، مشرّعة لاستقبال المودّة والصّداقة والقرابة بإخلاص وثقة ووفاء.