لا ظرف يبرّر الفراغ.. فلمَ الإهمال السّياسيّ؟
في مثل هذا اليوم أيضًا من العام 1982 انتُخب أمين الجميّل رئيسًا للبنان بعد اغتيال أخيه الرّئيس بشير الجميّل.
في مثل هذا اليوم من القرن الماضي إذًا كانت الرّئاسة الأولى أولويّة الدّولة اللّبنانيّة، كان النّشاط الدّستوريّ بتحرّك مستمرّ والواجبات النّيابيّة مطبّقة على أكمل وجه.
في أفظع المراحل الأمنيّة وأكثرها خطورة، أي خلال الحرب الأهليّة، لم يمنع القصف والدّمار والتّهديد والموت والاغتيالات المسؤولين من أداء عملهم، فانتخبوا رئيسًا للمجمهوريّة بالطّريقة الدّيمقراطيّة الأمثل إيمانًا منهم أنّ غياب رأس الدّولة هو غياب لمجمل أعضائها.
هو القرن الواحد والعشرون حلّ بتطوّره وتقدّمه، والسّنة السّادسة عشر من ألفيّته الثّانية حلّت بهدوئها الأمنيّ النّسبيّ، فهل من مبرّر لاستمرار الفراغ الرّئاسيّ؟
الفراغ في سدّة الرّئاسة لا يتحمّله ظرف ولا تعيقه حرب ولا تبرّره حالة، هو فراغ لا يتحمّل مسؤوليّته سوى الطّاقم السّياسيّ الذي يضع مصلحته الخاصّة فوق كلّ اعتبار.
لا الوعي الفكريّ ولا التّقدّم الخدماتيّ ولا الهدوء النّسبيّ حرّكت الضّمائر والأولويّات، فإلى متى سنصل إلى الحلّ الرّئاسيّ المنتظر؟