دينيّة
12 تموز 2017, 13:00

لاعب مانشستر يونايتد الشّهير.. رسميًّا: كاهن دومينيكانيّ

ريتا كرم
بعد أن أقفل باب الشّهرة وأطفأ كلّ الأنوار الأرضيّة الّتي أحاطت به منذ كان في الثّامنة عشرة من العمر، ليفسح المجال لنور الرّبّ السّماويّ أن يسطع من خلاله داعيًا إيّاه إلى وليمة الحمل وخدمة مذبحه، ها هو لاعب فريق مانشستر يونايتد السّابق فيليب مولرين يرتدي ثوب كهنوته الدّومينيكانيّ بفخر مسيحيّ لا يُقارن ولا يُثمّن.

 

وفي التّفاصيل، احتفل مولرين بقدّاس سيامته الكهنوتيّة في الثّامن من تمّوز/ يوليو في كنيسة المخلّص في دبلن- إيرلندا، بوضع يد المطران المساعد في عقيدة الإيمان جوزيف أوغستين دي نويا الّذي ردّ سبب تحقيقه هذا الهدف المقدّس إلى مسيرته الرّياضيّة، فـ "بالعودة إلى المعنى الحقيقيّ، إنّ خبرتك كرياضيّ ساعدتك على التّحضير لهذه اللّحظة؛ أنت عرفت معنى العمل الجادّ من أجل تسجيل الأهداف، وهدفك الآن هو يسوع المسيح".

الكاهن الجديد نذر أخيرًا العفّة والفقر والطّاعة، وفق ما نشر موقع EWTN الإخباريّ، لينطلق في العمل الرّسوليّ ناقلاً إلى كلّ إنسان كلمة الله الّتي تلقّاها بفرح، مطبّقًا نصيحة المطران دي نويا القائل: "صدّق ما تقرأه، علّم ما تؤمن به، وعش ما تعلّمه".

فيليب مولرين عاش نجوميّة حلم بها الكثيرون حول العالم. فُتحت له أبواب الشّهرة على مصراعيها لأنّه أتقن لعبة كرة القدم فصارت الأضواء تلاحقه وترفع اسمه عاليًا بين مشاهير اللّعبة واسم فريقه وبلاده إيرلندا في 27 مباراة دوليّة، قبل أن يختار في الـ38 من عمره أن يتخلّى عن قميصه الرّياضيّ ويصبح في الظّلّ بعد الاعتزال ليُبرز اسم المسيح، ويرتدي ثوب الشّمّاسيّة في قدّاس احتفاليّ في كنيسة المخلّص في 30 ت1/ أكتوبر 2016.

اعتزل اللّاعب الكاهن كرة القدم عام 2008، بعد أن شقّ طريقه إلى رحاب الملاعب مع فريق مانشستر يونايتد في الثّامنة عشرة من عمره، فيقترن اسمه باسم أشهر اللّاعبين مثل دايفيد بيكهام وريان جيجز، وينتقل بعدها للّعب لصالح نادي نوريتش سيتي ثمّ كارديف سيتي.

في مقال نشره موقع وكالة الأخبار الكاثوليكيّة (CNA) في قت سابق من عام 2016، أوضح مولرين في مقابلة بثّتها "دايلي ميل" (Daily Mail) سبب هذا التّوجّه قائلاً: "إنّ أحد أهمّ الأسباب الّتي جذبتني إلى الحياة الدّينيّة هي تسليم الذّات بكليّتها إلى الله من خلال العمل الكهنوتيّ والخدمة واتّخاذ الله مثالًا. وأن نثق بأنّ الله قادر على تحويلنا بنعمته على الرّغم من نقاط ضعفنا وعيوبنا. ومن خلال هذا التّحوّل يمكننا مشاركة فرح اللّقاء به مع الجميع… هذا بالنّسبة لي هو عماد الحياة الرّهبانيّة الدّومينيكانيّة وأحد الأسباب الرّئيسيّة الّتي جذبتني إلى هذه الرّهبنة."

ربّما هكذا تحوّل يثير الدّهشة والاستغراب، لكنّه يؤكّد أنّ الله يعرف متى وكيف يتدخّل ويضع البذور في قلب كلّ إنسان فتثمر في الوقت المناسب. فيليب مولرين تخلّى عن الرّبح المادّيّ الّذي تؤمّنه له شهرته لينذر الفقر والعفّة والطّاعة ويتسجّل، في العام 2009، بالكلّيّة البابويّة الإيرلنديّة في روما ويتابع دروسه في الفلسفة واللّاهوت ويصبح رسميًّا خادم الرّبّ ويحمل كلمته ويحتفل بذبيحته ويشهد أنّ "الله على كلّ شيء قدير"، وأنّ أمام نوره الإلهيّ تخفت كلّ الأضواء لا بل تختفي فاسحة المجال لشعاعه المقدّس أن يحيط بنا ويقدّسنا.