ثقافة ومجتمع
07 أيار 2020, 13:00

كيف كان صدى العودة المشروطة إلى بيت الرّبّ؟

ماريلين صليبي
لم يمرّ يوم على إعلان وزارة الدّاخلية والبلديّات السّماح بإقامة قدّاس الأحد في الكنائس وصلاة الجمعة في المساجد على ألّا يتعدّى عدد المصلّين نسبة 30% من القدرة الاستعابيّة لكلّ مسجد أو كنيسة، حتّى انهالت السّخريات وكثر التّهكّم، وضاع الفكر والكلام في عالم السّخافة والسّطحيّة وقلّة الإيمان.

فالبعض تناسى الأزمة الصّحّيّة التي يمرّ بها لبنان والعالم، وأطاح بنظره عن جمود الحركة الذي تسبّبته إجراءات التّعبئة العامّة والحجر المنزليّ، لينصرف نحو الهزء بقرارات الدّولة وبإلتزام المرجعيّات الدّينيّة.

فبدل شكر الرّبّ على نعمة انحسار فيروس كورونا في لبنان وبالتّالي تخفيف إجراءات الحظر والإقفال، وبدل الشّعور بالفرح لنيل المسيحيّين نعمة الصّلاة مجدّدًا في حرم بيت الرّبّ، فضّل البعض الاستهزاء بتوصيات الدّولة والمراجع الدّينيّة.

كلّنا يفضّل العودة إلى حضن الكنيسة كالسّابق، ولكنّ الوضع الصّحّيّ لا يزال ضاغطًا وبحاجة إلى تأنٍّ كبير. الصّلاة في بيت الرّبّ أساس طبعًا، لكنّ التّقيّد بالشّروط الصّحّيّة وإجراءات الوقاية والسّلامة العامّة ضرورة أكبر حاليًّا، كما أنّ المحافظة على المسافات الآمنة بين الحضور حاجة ملحّة حفاظًا على سلامتنا جميعًا.

إذًا حتّى إشعار آخر، المشاركة في القداديس مشروطة بالأعداد والوقاية، فلكلّ من رأى في قرار وزارة الدّاخليّة أضحوكة، قد يكون الأجدر به التّفكير مليًّا بالوضع الصّحّيّ الرّاهن، التّأمّل والصّلاة إلى الرّبّ على نيّة مرور عاصفة كورونا بأقلّ أضرار ممكنة، والمشاركة في القداديس بفرح وصمت سواء في الكنيسة أو عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ.