دينيّة
15 تموز 2021, 07:00

كيرياكوس ويوليطا أمّه... "نحن مسيحيّان!" فاستشهدا

ماريلين صليبي
الإضطهاد كان نصيبهما، المجاهرة بالإيمان كانت سلاحهما، والشّهادة كانت مصيرهما... هما الشّهيدان كيرياكوس ويوليطا أمّه اللذين تذكرهما الكنيسة في مثل هذا اليوم من كلّ عام.


تروي الكنيسة المارونيّة أنّ يوليطا، الإمرأة المتحدّرة من عائلة ملكيّة غنّيّة، تزوّجت رجلًا يوازيها في الغنى والشّرف وأصبحت أمًّا لطفل دعته كرياكوس، بات يتيم الأب في سنّ الثّالثة.
أرملةً عاشت حياتها بالتّقوى المسيحيّة والعبادة والإيمان والصّلاة واهتمّت بمساعدة الفقراء والمحتاجين.
غير أنّ موجة الاضطهاد التي طالت المسيحيّين، دفعت بها وبابنها إلى ترك الثّروات بغية الهرب. ولكنّ الحاكم ألقى القبض عليهما سائلًا يوليطا عن هويّتها فكانت تجيب باستمرار: "أنا مسيحيّة!".
عُذّبت وابنها عذابًا مبرحًا لم تردّ عليه سوى بعبارة: "أنا مسيحيّة!" المصحوبة بالفرح والبسمة والصّبر والرّجاء والخضوع لمشيئة الله.
تبع الطّفل كيرياكوس خطوات أمّه، فكان يتحمّل الألم بقبول استثنائيّ صارخًا بدوره: "أنا مسيحيّ!".
الضّرب الظّالم لم يمنع القدّيسين من التّشبّث بالإيمان، فحاول الحاكم إرغامهما على ترك دينهما ليخلّصهما من العذاب، فما كان أمام الوالدة إلّا أن ترفع الصّوت وتقول: "لا أشاء أن أعبد الشّياطين أبدًا، وإنّي مستعدّة لأن أموت أنا وابني في سبيل إيماني. لا تظنّ أنّ عذابك يغلبني ويجعلني أجزع من الموت. كلاّ، فإنّي لن أكفر أبدًا بيسوع المسيح إلهي ومخلّصي".
أمام هذا الإيمان العظيم وهذا الإصرار الصّارم الواثق، أمر الحاكم بقتل الطّفل كيرياكوس وقطع رأس يوليطا، ليمسيا قدّيسين على مذبح الرّبّ نرفع إليهما صلواتنا الصّادقة اليوم.