دينيّة
27 كانون الثاني 2018, 14:00

كوب مياه فيه تراب رفقا.. فكان الشّفاء!

ماريلين صليبي
مؤمن متضرّع نال بشفاعة القدّيسة رفقا نعمة الشّفاء، هو جان سلامة الذي رُسمت حياته بالأمل والسّلام بعد أعجوبة مباركة صنعها الله على يد رفقا.

 

فمنذ أن عرف سلامة، وهو في الخليج، أنّه ينبغي استئصال كليته اليمنى بسبب وعكة صحّيّة حادّة، وهو يعاني مُرّ الآلام. هي آلام لم تكتفِ بهذا القدر من العذاب، بل تأزّمت بظهور مرض السّرطان في حوضه.

عانى المريض مُرّ الأوجاع، لكنّ الرّجاء لم يترك قلبه. فالعلاج اليوميّ الطّبّيّ كانت تقابله جرعة روحيّة، إذ يتناول سلامة يوميًّا كوبًا من المياه العذبة التي تحوي تراب القدّيسة رفقا.

هذا اللّجوء إلى القدّيسة رفقا قابله نذر قدّمه إبن سلامة للقدّيسة من أجل شفاء أبيه، فوضع ترابًا من ضريح رفقا في حلوى والده من دون علمه.

وفي وقت تمّت فيه عمليّة استئصال الكلية، كان السّرطان يتفاقم تدريجيًّا منذرًا بإقتراب الموت من ضحيّته. هو موت لم يكتفِ ببسط جيشه الخبيث في جسم سلامة، ليسبّب أيضًا تضخّمًا في البروستات.

غير أنّ أنامل رفقا تدخّلت لخلاص متضرّعها، إذ بدأت صحّة سلامة تتحسّن تدريجيًّا. وملامح الشّفاء ظهرت بوضوح، فبعد أن طلب الطّبيب المتابع إجراء حقن كلّ 3 أشهر، قلّل الأخير من وطأتها بعد تحسّن وضع المريض. كما أنّ صورة الماسح الضّوئيّ للتّأكّد من تحسّن وضع سلامة، خُفَّفت تدريجيًّا بدورها.

وفي زيارة أخيرة، تفقّد الطّبيب التّقرير الأخير مندهشًا من نتائجه صارخًا: "ما حصل غير طبيعيّ!"

الفحوص الإيجابيّة قابلتها ضرورة زيارة دير القدّيسة رفقا لشكرها على نعمة الشّفاء.

ورغم أنّ الدّير كان مقفلًا، إلّا أنّ سلامة شعر بيد تقوده نحو الجهة الثّانية من الدّير حيث وجد بابًا يضيئه نور عظيم خرجت منه راهبة تحمل سلّة قمامة.

أخبرها سلامة بقصّته، وهي بدورها أحسّت بأنّ العناية الإلهيّة دفعتها إلى أن تأتي في هذا الاتّجاه، ففتحت له الدّير من أجل رفع صلاة الشّكر.

بتراب مقدّس من رفقا غاب سرطان سلامة لتغيب معه الأوجاع، فيحتلّ الرّجاء حياته. رفقا التي عانت بدورها الوجع وعرفت قيمة صرخة الألم، شاءت أن تمسح دموع مؤمن كانت له ثقة عمياء بشفاعتها، ثقة كلّلتها بالشّفاء المبارك!