ثقافة ومجتمع
21 أيلول 2018, 07:00

كلّ شيء ينادي السّلام!

إنّه يوم السّلام العالميّ، وما أحوجنا إلى ذاك السّلام!

 

كم هي بحاجة أفكارنا إلى السّلام، فتبتعد عن ضباب الشّرّ والأحكام المسبقة.

كم هي بحاجة قلوبنا إلى السّلام، فتزيل خيوط البغض والحقد اللّاذعة.

كم هي بحاجة ألسنتنا إلى السّلام، فتميل بعيدًا عن النّميمة والوشاية.

كم هي بحاجة عيوننا إلى السّلام، فتطيح ببصرها عن مشاهد الرّعب والشّهوة.

كم هي بحاجة أيادينا إلى السّلام، فلا تلمس الدّنس والمادّيّات أبدًا.

هذا على المستوى الشّخصيّ، أمّا مجتمعاتنا فهي بدورها تنادي السّلام. سلام لا يتحقّق إلّا إذا غُرس في الأسر والعائلات.

أسرنا بحاجة بدورها إلى السّلام، إلى المحبّة بين أفرادها، إلى العون والمساعدة.

عندها مجتمعاتنا الصّغرى تلامس السّلام المرجوّ، فيسارع الجار عند أخيه في الإنسانيّة ليعونه في محنته ويتضامن معه متى احتاجه.

عندها وحده، يتكلّل وطننا بالسّلام، الوطن الذي نحبّه وننتمي إليه. سلام يتمثّل بالأمن والهدوء والاستقرار، بعيدًا عن الحرب والفتنة والطّائفيّة والحسابات السّياسيّة الضّيقة. سلام يتحقّق عندما يبدّي المرء المصلحة الوطنيّة على المصلحة الشّخصيّة ليزيّن الوطن بالسّلم الأهليّ.

متى وصلنا إلى السّلام الدّاخليّ الذي يزرعه الرّبّ فينا، والسّلام الخارجيّ الذي نصنعه بفضل العناية الإلهيّة، عندها العالم يحتفل بحقّ بيوم السّلام العالميّ!