ثقافة ومجتمع
27 كانون الثاني 2018, 08:00

كفى عنفًا وقتلًا وتهديدًا!

ميريام الزيناتي
أمّ، إبنة، أخت، صديقة وحبيبة.. امرأة خطّها الله من ضلع الرّجل لتكون هي قلبه النّابض ويُصبح هو حاميها في كلّ الأوقات؛ ولكن ماذا لو تخلّى الرّجل عن رجولته ليصبح هو الخطر المحدق بمن أوكله الله بها؟

 

تجد الفتاة الأمان بوالد يختصر لها معنى الرّجولة ويكون لها المثال الأعلى، والسّند بأخ يكون لها معزّيًا وقت الضّيق، والصّحبة برفيق تشكو له همومها، والحبّ بحبيب يرافقها في دروب الحياة...

ولكن ماذا لو تحوّل المثال الأعلى إلى مصدر ذعر؟ وشكّل السّند خطرًا؟ وصار الرفيق عدوًّا؟ ماذا لو فقد الحبيب معنى  الرّجولة وأصبح وحشًا شرسًا وقاتلًا مرعبًا؟

من المؤسف والمخجل أنّه، في عصر التقدّم والتّطوّر هذا، عصر الحرّيّة والانفتاح، لا تزال المرأة معنّفة، فواحدة من كلّ ثلاث نساء حول العالم تتعرّض للعنف الجسديّ والجنسيّ. ووفقًا لدراسة أجرتها منظّمة الصّحّة العالميّة، إنّ نصف مجموع النّساء اللّواتي تعرّضن للموت من جرّاء القتل، كان موتهنّ على يد أزواجهنّ.

كما تظهر تقارير الأمم المتّحدة أنّ فئة النّساء اللّواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و44 عامًا معرّضات للاغتصاب والعنف أكثر ممّا هنّ معرّضات لخطر الإصابة بالسّرطان وحوادث السيّر والحروب، هذا وترتفع نسبة الإصابة بالأيدز إلى 48% بين صفوف النّساء المعنّفات على أّيدي أزواجهنّ.

وفي الحين الّذي تحمي فيه قوانين بعض الدّول النّامية المعتدي وتُدين المُعتدى عليها، يصل عدد جرائم القتل دفاعًا عن الشّرف إلى 5000 جريمة سنويًّا، بحسب تقارير صندوق الأمم المتّحدة للسّكان.

وفي كلّ مرّة يُشرّع فيها زواج القاصرات، تتعرّض الفتاة المعنيّة إلى خطر الإصابة بالأمراض، كما يتعرّض جنينها المُرتقب إلى خطر الموت والإجهاض.

هذه الأرقام المرعبة تدفعنا اليوم إلى دقّ ناقوس الخطر، ورفع الصّوت للمطالبة بمحاكمة كلّ معنّف وقاتل، فالرّجولة لا تبنى على هدم الأنوثة..

ونحن اليوم نكرّر صرختنا: "كفى اضطهادًا لنسائنا! كفى ظلمًا وتحقيرًا! كفى شتمًا وتهديدًا! كفى تعذيبًا وقتلًا!.. أوقفوا العنف ضدّ المرأة!"