دينيّة
17 شباط 2017, 06:30

كريستين وسامي أمثولة حيّة عن محبّة الله

ريتا كرم
الله خلقنا على صورته ومثاله، هو جعلناـ أصحّاء وسقيمين- أبناء له من دون أيّ تمييز. ومع ذلك نحن نفرض قيودًا بشريّة ونرسم حواجز فيما بيننا، مهمِّشين من اختلف عنّا خُلقًا وخَلقًا؛ لكنّ الله يعلم دائمًا كيف يحبّ هؤلاء تحديدًا ويباركهم.

 

ففي جنوب الصّحراء الكبرى الأفريقيّة حيث لا يزال البُرص مضطهدين فيُذبحون وتُقطع أوصالهم وتُدنّس قبورهم، تعيش "كريستين نابوكينيا" يتيمة معزولة بسبب وصمة العارّ الّتي حملتها منذ ولادتها. غير أنّ الأخيرة تعرّفت إلى جماعة انخرطت فيها وراحت تشارك في نشاطاتها أيّام السّبت فتعلّمت الأعمال الحِرفيّة والخياطة. والأهمّ من ذلك، تعمّقت بالكتاب المقدّس واكتشفت محبّة الله وهويّتها الحقيقيّة كابنة له، هو الّذي أرسل ابنه يسوع ليبذل نفسه من أجل خلاص البشر. هذا اللّقاء- بحسب موقع "infochretinne.com"- عزّز ثقتها بنفسها في عمر الرّابعة عشرة، وزاد طموحها في دخول الجامعة وامتهان تصميم الأزياء والكتابة، وخلق في داخلها رغبة في المشاركة ببرامج إنسانيّة لمساعدة الأطفال المنسيّين في أفريقيا فيستعيدوا سعادتهم. "هذا اللّقاء جعلني"، تقول كريستين، "أشعر بأنّني حقًّا جميلة"، ومذّاك هي لا تتوقّف عن شكر الله وتمجيد اسمه.

أمّا ابن العشرين عامًا، الشّاب "سامي باسو" المصاب بمتلازمة الشّيخوخة المبكرة فالابتسامة لا تفارق وجهه لأنّه يعيش مغمورًا بفرح عظيم وبدعم عائلته وأصدقائه وحبّهم، فيقول: "أحبّ حياتي كما هي. لديّ أصحاب وأهل وعائلة، وهذا هو الأهمّ. أمّا المتلازمة فليست سوى جزء من حياتي ولا تؤثّر على جسمي."

هذه الحالة الّتي يعرضها أيضًا الموقع نفسه، لا تصيب سوى شخص واحد من أصل 8 مليون، ويعاني منها 100 إنسان فقط في العالم اليوم. وضعه لم يهمّشه ولم يُضعف إيمانه، فالبنّسبة إليه: "الإيمان هو أكثر ما يهمّني في حياتي... الله هو هو، لا يمكن وصفه، وأنا أؤمن من كلّ قلبي برسالة يسوع."

سّر هذا الشّابّ هو مصالحته مع ذاته ورضاه عن حاله، هو يكتنز كلّ فرص السّعادة بحماسة، وما هو اليوم إلّا أمثولة حيّة عن محبّة الله العظيمة.

نعم، كريستين وسامي مختلفان لكنّ الله أحبّهما كما أحبّنا لا بل أكثر. واليوم، لنعد إلى إنسانيّتنا ونفنّد كلام الله ونقرأ بين السّطور رسالته لنا فنرمّم من جديد صورته الّتي شوّهناها بكبريائنا وأنانيّتنا، فنستحقّ عندئذ أن نُدعى "أبناء الله".