كرة القدم... مباراة من أجل السّلام
وتأتي هذه المبادرة البابويّة، بعد لقائه في الثّالث من شباط الجاري مع النّجم البرازيليّ السّابق رونالدينيو والكوستاريكيّ براين رويز في الفاتيكان، إيماناً من الأب الأقدس على قدرة الإنسان على صناعة السّلام عبر الرّياضة والفنّ. فالنّيّة ليست التّبشير وإنّما خير الإنسان ويجب على الأخير- نساء ورجالاً- أن يكون المحور.
وكان قد شهد الإستاد الأولمبيّ في روما مباراته الخيريّة الأولى في الأوّل من أيلول 2014 ضمّت أسماء أبطال في عالم كرة القدم أمثال: رونالدينيو والأرجنتينيّين ليونيل ميسي ودييغو مارادونا. وكانت الفكرة قد ولدت في نيسان 2013 بعد اللّقاء بين البابا واللّاعب الأرجنتينيّ خافيير زانيتي في الفاتيكان، وتشاطر مبدأ تعزيز الأخوّة من خلال الرّياضة.
تبقى هذه المباريات علامة رمزية كبيرة لإفهام إمكانيّة بناء ثقافة اللّقاء وعالم سلام يتمكّن فيه مؤمنون من ديانات متعدّدة، ومع الحفاظ على هويّتهم، من التّعايش في وئام واحترام متبادل، بحسب البابا فرنسيس الّذي أشار في المباراة الأولى إلى أنّ الرّياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، ظاهرة إنسانيّة واجتماعيّة، وأنّه من الضّروريّ تقديم المثل الصّالح على أرض الملعب وخارجه قائلاً: "إنّكم مدعوّون في المباريات الرّياضيّة لإظهار أنّ الرّياضة عيد، وينبغي تثمينها على هذا الأساس من خلال قدرتها على تعزيز أواصر الصّداقة والانفتاح على الآخر. ومن خلال تصرّفاتكم اليوميّة المفعمة بالإيمان والرّوحانيّة والإنسانيّة.. تستطيعون تقديم شهادة لصالح مُثُل تعايش سلميّ مدنيّ واجتماعيّ لبناء حضارة مرتكزة إلى المحبّة والتّضامن والسّلام. وهذه هي ثقافة اللّقاء."
وتبقى الرّياضة عامّة وكرة القدم خاصّة لغة جامعة ودعماً أساسيّاً وأداة فعّالة لتوطيد التّعايش السّلميّ بين الشّعوب رغم المنافسة الشّديدة الّتي تخلقها اللّعبة، فهل ينجح العالم بتطبيق قوانينها من دون تسجيل أيّ أخطاء جزائيّة أو الحصول على البطاقتين الصّفراء والحمراء وانتهاك روح اللّعبة؟!