دينيّة
10 تموز 2017, 13:00

كاهن فخادم فشهيد.. فطوباويّ قريبًا؟

ماريلين صليبي
بعد أن ضحّى بحياته وسط حرب أهليّة غزت ولاية أوكلاهوما الأميركيّة في سبيل شعبه الذي كرّس خدمته من أجل مساعدته، تنتظره الطّوبائيّة اليوم مشرّعة أبواب السّماء واسعة لاستقباله عمودًا أساسيًّا في قلعة القداسة الإلهيّة.


هو الأب ستانلي فرنسيس الذي عرض موقع www.catholicnewsagency.com شريط حياته المصحوب بالخدمة والتّضحية.
ففي التّفاصيل التي تدفع إلى التّأمّل بعظمة قدّيس المستقبل، ذكر الموقع أنّ الله دعا الأب فرنسيس إلى الرّهبنة عن عمر صغير بعد أن كان محاطًا بحياة رعويّة نابضة بالخشوع.
حياة الرّهبنة هذه لم تقتصر على الطّاعة في الدّير، بل نقل الأب فرنسيس رسالته إلى الشّارع بعد أن دعا البابا يوحنا الثّالث والعشرون كنائس أميركا الشّماليّة إلى إرسال بعثات إلى مجتمعات ريفيّة فقيرة.
ككاهن مرسَل بهمّة لـ13 عامًا، لم تقتصر أعماله على الاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة بل طالت خدمته إنشاء مزارع، مستشفى وإذاعة كاثوليكيّة؛ كلّها أعمال تعكس لطفه وعفّته وحضوره وإيمانه وصدق رسالته.
خصال الأب فرنسيس طبعت حياة المواطنين الرّيفيّين الفقراء ولامست قلوب الأطفال الذين ما كانت أياديهم تفارق كفّيّ يديه.
بهاتين اليدين كان الأب فرنسيس يكسر الخبز مع شعبه، يعمل في حقوله ويشاركه حياته اليوميّة البسيطة، إلى أن تأزّمت الحرب الأهليّة وأعمال العنف عام 1980.
عندها، أرسل الأب فرنسيس رسالة إلى الكاثوليك في أوكلاهوما يؤكّد لهم أنّ قمع الكنائس والمخاطر الدّامية لن تمنعه من الاستمرار في تأدية رسالته، فهو لن يترك شعبه بل إنّ مصيره مرسوم في هذه المنطقة ومع هؤلاء النّاس لأنّ أمور إيجابيّة كثيرة يمكن أن تؤدّى في ظلّ كلّ هذه الظّروف.
وتابع الأب فرنسيس أنّ الكاهن لا يهرب متى دقّ ناقوس أوّل خطر، بل ليصلِّ الجميع من أجل أن ينجح في عكس علامات حبّ المسيح للمحتاجين فيقوّيهم في المصائب التي يمرّون بها.
وهكذا كان قدّيس الرّحمة، يقوم بأعمال عظيمة تشبه الله، إذ كان يُطعم الجيّاع، يأوي المشرّدين، يزور المرضى، يريح المتضرّرين، يدفن الموتى ويتحمّل الحرب بصبر وصمت وصلاة.
وبهذا الصّمت نفسه، صباح يوم 28 تموز/يوليو 1981، سقط الأب فرنسيس شهيدًا بعد أن منع الأشرار من دخول المنطقة حيث شعبه الفقير، كافح بدون طلب مساعدة لألّا يعرّض الآخرين للخطف، فذهب ضحيّة الخدمة عند الواحدة والنّصف.
خدمة الأب فرنسيس لم تطل الشّهادة فحسب، بل رُفع ملفّ تطويبه، ليبقى لنا، نحن المؤمنين، مثالًا للإيمان والمحبّة والعطاء.